الاحتلال الاسرائيلي يضيّق على المؤسسات الثقافية الفلسطينية

  • 0
  • ض
  • ض
الاحتلال الاسرائيلي يضيّق على المؤسسات الثقافية الفلسطينية
رانيا الياس وسهيل خوري

تواصل قوّات الاحتلال الإسرائيلي طمس معالم مدينة القدس وطابعها الفلسطيني من خلال الترهيب الثقافي الممنهج. أمس، اقتحمت قوّات من الجيش الإسرائيلي «مركز يبوس الثقافي» و«معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى» في القدس الشرقيّة، وصادرت بعض السجلّات والوثائق والأجهزة. الاقتحام طال أيضاً منزل مديري المؤسستين رانيا الياس وسهيل خوري قبل أن تقتادهما إلى الاعتقال من دون أسباب واضحة سوى اتهامهما بدعم الإرهاب، حيث اخضعا للتحقيق طوال 12 ساعة قبل أن يطلق سراحهما مساء. نهار أمس كان كارثياً على الثقافة في فلسطين ومدينة القدس تحديداً، إذ اقتحم عناصر من الجيش الإسرائيلي أيضاً منزل مدير شبكة «شفق» الفنية داوود الغول وألقوا القبض عليه. وأثارت الاعتقالات استنكار عدد من المؤسسات الفلسطينية الرسمية والمستقلّة التي حذّرت من خطورة هذه الخطوة التصعيدية اتجاه أهم الصروح الثقافية الفلسطينية في مدينة القدس. ومن بين المستنكرين وزارة الثقافة الفلسطينية و«منظّمة التحرير الفلسطينية» التي أدانت عضو اللجنة التنفيذية فيها حنان عشراوي الاعتداء في تصريح لوكالة «وفا» للأنباء الفلسطينية، معتبرة إيّاه ضمن العدوان المتواصل على القدس ومؤسساتها ومواطنيها ومسؤوليها، وبأنه ليس إلا إحدى الخطوات السياسية لتصفية الوجود الفلسطيني في العاصمة المحتلّة. كذلك يعدّ هذا الهجوم استكمالاً لانتهاك الإسرائيليين للقانون الدولي كما أكّد «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان» مشيراً إلى أن هذا يرقى إلى جريمة حرب، خصوصاً في سعي قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى تغيير التوزع السكاني للمدينة عبر التضييق على الفلسطينيين وترهيبهم. وفي الوقت نفسه، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة من قبل فنانين ومؤسسات ثقافية وكتاب ندّدوا بهذا الاعتقال والهجوم الهمجي، محذّرين من تكرّر أحداث سابقة في الاعتداء على الصروح الثقافية الفلسطينية، ومطاردة المثقفين والفنانين الفلسطينيين. ويعدّ «مركز يبوس الثقافي» من أكثر المؤسسات فاعليّة في القدس، بكسره المتواصل للحصار الإسرائيلي المستمر من خلال فعاليات ومهرجانات ثقافيّة وفنية تقام على مدار العام، فيما يعدّ «معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى» من اهمّ المؤسسات الموسيقية في القدس، وفي مدن فلسطينية أخرى منها رام الله وبيت لحم ونابلس وغزّة. علماً أن هذا الهجوم يأتي بعدما قادت «وزارة الشؤون الاستراتيجية» الإسرائيلية طوال سنوات حملة تشهيرية ممنهجة على بعض الوجوه الفلسطينية الثقافية والحقوقية بهدف قطع التمويل عن المؤسسات الثقافية المستقلة في فلسطين.

0 تعليق

التعليقات