تنطلق «أيام قرطاج السينمائية» بدورتا الحادية والثلاثين في 18 كانون الأوّل (ديسمبر) الحالي وتستمر لغاية 23 من الشهر نفسه، في نسخة «استثنائية» يسعى المنظمون من خلالها إلى توجيه رسالة أمل للقطاع الثقافي في تونس الذي خنقته جائحة كورونا.وقال مدير المهرجان رضا الباهي، خلال مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء، إنّ «قرار تنظيم الدورة الجديدة لا يأتي من باب العناد أو اللاوعي ولكن حبا للحياة (...) والثقافة التي أثبتت أنها أنجع حصن يقينا من الجهل والتعصب».
وأشار الباهي إلى أن الدورة الجديدة «استثنائية في ظرف استثنائي» وتقام تحت شعار «إحمي روحك (إحمِ نفسك) واترك الباقي على أيام قرطاج السينمائية»، وفق ما نقلت وفق «فرانس برس».
كان مقرّراً إطلاق المهرجان في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لكنّه أرجئ بسبب فيروس كورونا الذي أرغم على تأجيل أو إلغاء أكثر من 700 حدث ثقافي آخر في البلاد، بحسب السلطات التونسية.
ألقت الجائحة بثقلها على هذا الحدث السينمائي العربي الإفريقي الذي دأبت تونس على تنظيمه منذ 1966. فقد أعلن المنظمون «إلغاء المسابقة الرسمية هذا العام»، المكرسة عادة للمخرجين العرب والأفارقة وتضّم أفلاماً روائية ووثائقية طويلة وقصيرة، تتنافس للفوز بجائزة «التانيت الذهبي». في غضون ذلك، تُتخذ تدابير وقائية خلال المهرجان، ففي مجمع مدينة الثقافة وسط العاصمة حيث أبقى المنظمون على حفلي الافتتاح والاختتام، يتعيّن على المشاركين تفادي التوقف خلال المرور على السجادة الحمراء.
كذلك، ستفرض تدابير وقائية مشددة تشمل التباعد الجسدي وفرض وضع الكمامة على الجميع.
ورغم أنّ الحدث متاح للجميع، فإنّ عدد الحاضرين سيكون محدوداً خلال التظاهرة التي كانت تستقطب سنوياً قبل الجائحة جمهوراً غفيراً.
يُفتتح المهرجان بستة أفلام قصيرة مستوحاة من أفلام تونسية طويلة، من إنتاج المركز الوطني التونسي للسينما والصورة العام 2020 اعتبرها المنظمون «احتفاء بأفلام طويلة تركت أثراً عميقاً في تاريخ المهرجان».
يُعرض في الحدث حوالى 120 فيلماً من بلدان عدة، بينها تونس ومصر وسوريا والسودان ودول إفريقية. كما تقرّر تقديم مواعيد عروضها المسائية في 16 صالة بسبب حظر التجول.
ومن أبرز المحطات التي يشهدها المهرجان عرض فيلم «الرجل الذي باع ظهره» للتونسية كوثر بن هنية، والذي اختارته تونس لتمثيلها في أوسكار 2021، والذي يصوّر التلاقي العنيف بين عالمي اللاجئين والفن المعاصر. ومن بين الأفلام التي ستعرض للمرّة الأولى «200 متر» للمخرج الفلسطيني أمين نايفة و«ليلة الملوك» لفليب لاكوت من ساحل العاج و«الهربة» للتونسي غازي الزغباني.
وتشمل «أيام قرطاج السينمائية» عرض أفلام في خمسة سجون تونسية بحضور نحو 12 ألف سجين، بتنظيم مشترك بين إدارة المهرجان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب ووزارة العدل.
واستحدث المهرجان إذاعة خاصة لتغطية فعالياته، في سابقة على صعيد هذا الحدث، فيما يستعدّ لتكريم أربعة مخرجين سينمائيين، هم: الموريتاني ــ الفرنسي ماد هوندو والسنغالي جبريل ديوب مامبيتي، إلى جانت سلمى بكار وعبد اللطيف بن عمار من تونس. كما يكرّم الممثل المصري عبد العزيز مخيون «تقديراً لعطائه السينمائي».