«نظام الحكم في عُمان: بين فقه المذهب الإباضي والممارسة السياسية» (القرون 2-4 ه/ 8-10 م)، كتاب صادر عن «مركز الوحدة العربية»، للكاتبة تهاني بنت عبد الله الحوسني. يلقي الكتاب الضوء على الأحداث السياسية التي شهدتها الدولة الإسلامية في القرن الأول للهجرة، وظهور قوى معارضة للسلطة الحاكمة، ما فتئت أن تحوّلت الى تيارات سياسية وعقائدية، وتبلورت من خلال الممارسات السياسية التي اتبعتها الدولة الأموية ضدها. ومن هذه الفرق، «الإباضية» التي يسلّط الكتاب الضوء عليها، وهي فرقة انبثقت من الخوارج المحكمة، وانتهجت نهجاً مختلفاً عن باقي الفرق المعارضة للسلطة، وتظهرت أكثر من خلال الممارسة السياسية من البصرة الى اليمن وعُمان وشمال افريقيا. يركز الكتاب على هذه الفرقة كونها استطاعت صناعة منعطف للتجربة السياسية التي خاضها العُمانيون وطبقت في النصف الأول من القرن الثاني للهجرة بإعلان ولادة الإمامة الأولى في عُمان. يسعى الكتاب للكشف عن الظروف والأوضاع التي أسهمت في تحوّل «الإباضية» من مجرد موقف سياسي تجاه الأحداث التي عصفت بالأمة الإسلامية في القرن الأول للهجرة، الى تيار سياسي له نظريته السياسية في الحكم، ونجح في تطبيقها في بقاع مختلفة من العالم الإسلامي، لتتبلور أكثر نتيجة علاقات وظروف معقدة في محيطها الجغرافي والإجتماعي والسياسي الذي تفاعل معها واثّر في اتجاهاتها ومتغيراتها.