أمس الثلاثاء، رحل المغني الفرنسي تونتون دافيد (1967 ــ 2021) عن 53 عاماً نتيجة سكتة دماغية. الخبر الذي أعلنه أصدقاء الفنان على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي انتشر سريعاً ليلاً، فيما لم يتمّ تأكيد سبب الوفاة حتى الآن. ولد تونتون في جزيرة لا ريونيون، وغادر بلاده باكراً إلى فرنسا حيث عاش في جو من الفقر والتشرّد في ضواحي باريس، ما انعكس لاحقاً على تجربته الموسيقية المسيّسة. في بداية التسعينيات، اشتهر دافيد بموسيقى الريغي التي كان له الفضل في إدخالها إلى الثقافة الشعبية في فرنسا، وهي الموسيقى التي ظلّت تختصر اسمه وأعماله حتى الآن رغم تأثّراته الأخرى بموسيقى السول والإيقاعات الأفريقية. وقد ظهر دافيد للمرّة الأولى لدى مشاركته في 1990 في تقرير تلفزيوني عن «باريس السوداء»، قبل أن يطلق في العام نفسه أغنيته الأولى Peuples du monde، في فيديو أخرجه ماثيو كاسوفيتز صاحب «الكراهية» (1995) الذي يعدّ أحد أشهر الأفلام عن ضواحي باريس حتى اليوم. الأغنية انضمّت لاحقاً إلى ألبومه الأوّل Le blues de la racaille الذي صدر سنة 1991، وشمل أغنيات تناولت مواضيع اجتماعية وسياسية منها الفقر والعنصريّة والعطالة ألهمت جيلاً كاملاً من الفرنسيين. وهذا ما كتبه الممثّل الفرنسي عمر سي على تويتر، قائلاً إنّ أغنيات مثل Le Blues des racailles وPeuples du monde تختصران كلّ طفولته.
في التسعينيات تحديداً، حقّق تونتون انتشاراً واسعاً في فرنسا، خصوصاً مع إصداره مجموعة من الألبومات، منها Allez leur dire سنة 1994 وRécidiviste سنة 1995 الذي تعاون في إحدى أغنياته مع مغني الراي الجزائري الشاب مامي. كما اشتهرت أغنيته Chacun sa route، بعدما غنّاها كلّ من جيفري أورييما ومانو كاتشي في فيلم Un indien dans la ville سنة 1994. أما آخر ألبومات الفنان الراحل، فكان Ma gouille الذي أطلقه سنة 2009.