لم يصلنا الكثير من حياة وجيه غالي التي اختتمها بإقدامه على الانتحار في 26 كانون الأوّل (ديسمبر) سنة 1968 في لندن بعدما ابتلع علبة كاملة من الجبوب المنوّمة، ليرحل بعدها بأّيّام عدّة. غير أنّ تساؤلات كثيرة ظلّت تسوّر محطّات من حياته منها اسمه الحقيقي وتاريخ ميلاده، في حين لم يترك إلّا رواية واحدة هي «بيرة في نادي البلياردو» (صدرت بترجمات عربيّة عدّة) ومسودّات لرواية لم تكتمل، فضلاً مجموعة من القصص القصيرة صدرت ترجمتها العربية العام الماضي بعنوان «الورود حقيقية وقصص أخرى» عن «دار المحروسة» التي نشرت أيضاً «رسائل السنوات الأخيرة» (تحرير وترجمة وائل عشري). الكاتب المصري الذي ترك مصر في الخمسينيات وعاش بين برلين ولندن ظلّ مهمّشاً لأسباب عدّة أبرزها زيارته للاحتلال الإسرائيلي في تغطية لصحيفة «التايمز» بعد نكسة 1967 والتي أثارت جدلاً في الوسط الثقافي المصري حينها.
أخيراً، وضمن الاهتمام العربي والمصري بتجربة غالي في السنوات الفائتة، أصدرت «دار الكتب خان» كتاب «يوميات وجيه غالي: كاتب مصري من الستينيات المتأرجحة» (تحرير مي حواس، وترجمة محمد الدخاخني). يضمّ الكتاب (من خلال مجلّدين) مجموعة من اليوميات التي عثر عليها قبل سنوات لدى صديقته وعشيقته الكاتبة ديانا آثيل. وفيها، سيتمكّن القارئ من التعرّف على هذه الشخصيّة المجهولة، وعلى يومياته بين برلين ولندن، وملابسات زيارته إلى فلسطين المحتلة، وإدمانه على الكحول وعلاقته مع الناشرة والكاتبة البريطانية ديانا أثيل، والاهم صراعاته الشخصية وآلامه ورحلته الطويلة مع التدمير الذاتي التي اختتمها بالانتحار.