بالتزامن مع افتتاح معرضه الفردي في سان موريتز السويسرية بعنوان Mental Escapology، أجرت صحيفة The Guardian البريطانية مقابلة مع الفنان البريطاني داميان هيرست. المقابلة التي أجراها الناقد البريطاني جوناثان جونز مع هيرست على تطبيق zoom، استعادت تجربة هيرست الطويلة، وأعماله خلال هذه الفترة القلقة من الحياة المعاصرة في ظلّ الوباء وفي ظلّ Brexit. يضمّ المعرض الذي سيتخذ من المواقع الداخلية والخارجية مساحة له أعمالاً من مجموعات هيرست من سنوات سابقة منها The Monk، وTwo Figures with a drum، وTemple وغيرها، وقد قام هيرست بتنسيقها عبر التطبيقات الإلكترونية عن بعد بسبب إجراءات الحجر. الفنان البريطاني الذي وضع رؤوس أبقار مقطوعة، وجثث تسبح في أوعية زجاجية عملاقة مليئة بالسوائل منذ عمله «الاستحالة الفيزيائية للموت في ذهن الأحياء» التي بدأت سنة 1992، يعدّ أحد أبرز نجوم الفن في العالم.
في أوعيته الزجاجية نقع على جثث لقرش ميّت، وحمار وحشي ونعاج ورؤوس بقر، دافعاً بالفرجة إلى حدودها القصوى. إذ أنه اختبر أسلوباً جديداً وفجّاً في العرض، مبدّداً المسافة بين الفكرة والمادة المعروضة وتمثيلها. ورغم أن هذه الأعمال واجهت انتقادات وقراءات معارضة عدّة، خصوصاً أنه راح يستعين بالصيادين من أجل تأمين الحيوانات لأعماله الفنية، إلا أن هيرست يذهب في المقابلة أبعد من ذلك. السؤال الذي وجهّه له جونز، عن سبب تغييب أجساد البشر عن أعماله، لم يفاجئ هيرست. إذ أفصح عن أن هذه الفكرة راودته في السابق، أي أن يضع أجساداً بشريّة في هذه الخزانات الشفافة الكبيرة مثلما وضع أجساد الحيوانات. قال إنه فكّر طويلاً في هذا الأمر، بوضع نصفي لجسدي امرأة ورجل معاً، على أن يكشف داخلهما أثناء الجماع على غرار إحدى رسومات ليوناردو دا فينتشي.
خلال المقابلة، أشار هيرست إلى بعض التأثّرات الأولى لأعماله منها المسيحية الكاثوليكية التي ظلّ مؤمناً بها حتى عمر الثانية عشر من عمره، قبل إيمانه اللاحق بالعلم وحده. هوسه بالدم يعود بجذوره المسيحية، كعمل لخروف يسبح داخل أكواريوم، والذي قال إنه يعود إلى الإرث البصري المسيحي.
لا يولي هيرست اهتماماً بالأعمال الفنية المسيّسة، خصوصاً أن الانتقادات من جمعيات الحيوانات الحقوقية لم تمنعه سابقاً من الاستعانة بآلاف الفراشات الميتة في أعماله وتجهيزاته الفنية. لكنه اختصر العلاقة مع الجمهور في المقابلة قائلاً، «أحب أن يعجب الناس بفني، وأحب كرههم له أيضاً. أنا فقط لا أريد لهم أن يتجاهلوا فني».