كشف وثائقي The Savior for Sale الذي يُعرَض قريباً في فرنسا أنّ «سالفاتور مندي» (1506 ــ 1516) التي رسمها الفنان ليوناردو دا فينشي (1452 ــ 1519) وتصور المسيح وهو رافع يده اليمنى وفي يده اليسرى كرة زجاجية، التي تعتبر «أغلى لوحة في العالم» وتم شراؤها لحساب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لقاء 450 مليون دولار، هي على الأرجح عمل لمرسَم دا فينشي لا الفنان الإيطالي شخصياً.وأشار الفيلم إلى أنّ باريس رفضت الشروط التي وضعتها الرياض لعرض اللوحة في معرض ليوناردو عام 2019 في متحف اللوفر.
أجرى أنطوان فيتكين، مخرج الفيلم الوثائقي الذي يُعرَض في 13 نيسان (أبريل) الحالي على محطة «فرانس 5»، تحقيقاً في شأن هذه اللوحة التي اشتراها تاجر أعمال فنية في نيويورك في 2005 في حال سيئة مقابل 1175 دولاراً ورُمِمَت في الولايات المتحدة.
وأكّد عدد من الخبراء البريطانيين أنها لوحة لدا فينشي بالفعل، ثم بيعَت إلى متموّل روسي قرّر بعد ذلك إعادة بيعها. ثم طُرحَت للبيع في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 في مزاد للفن المعاصر وقُدّمت على أنها لوحة أصلية لليوناردو دا فينشي. ومع أنّ السلطات السعودية لم تؤكد قطّ أنّ الأمير محمد بن سلمان هو صاحب «آخر لوحة لدا فينشي»، أشارت معلومات متقاطعة إلى أنّه قام بشرائها من خلال سلسلة من الوسطاء.
ووفقاً للفيلم الوثائقي، قد يكون الاستحواذ على لوحة ليوناردو دا فينشي في نظر الأمير محمد بن سلمان نقطة انطلاق لمجموعة فنية مرموقة لا تملكها المملكة حتى الآن.
في غضون ذلك، وفي وقت كان الخبراء بدأوا يتساءلون عما إذا كان العمل جزئياً من تنفيذ مساعدي دا فينشي، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بن سلمان في نيسان (أبريل) 2018. ونقل الفيلم الوثائقي عن مصدر في الإدارة الفرنسية أن لوحة «سالفاتور موندي» كانت من ضمن المواضيع التي تناولتها المحادثات.
طلب السعوديون من فرنسا التحقُق مما إذا كانت اللوحة لدا فينشي، إذ يضم متحف اللوفر مختبر «سي 2 إر إم إف» لتحليل الأعمال الفنية، حيث بقيت اللوحة لثلاثة أشهر.
وأشار المصدر نفسه إلى أن التحليل بيّن أنّ «دا فينشي ساهم فحسب في اللوحة»، مشيراً إلى أنّ اللوفر أبلغ السعوديين بذلك. كما أفاد بأنّ بن سلمان أراد إعارة اللوحة إلى متحف اللوفر لإدراجها ضمن المعرض الكبير المخصص لليوناردو دا فينشي في نهاية عام 2019. وأضاف: «كان طلبه واضحاً للغاية: عرض لوحة سالفاتور موندي» إلى جانب الموناليزا، وتقديمها على أنّها لوحة لدا فينشي مئة في المئة». وأبلغ المصدر رؤساءه الفرنسيين أنّ «عرضها بهذه الشروط السعودية يرقى إلى تبييض عمل بمبلغ 450 مليون دولار».
وأشار الفيلم الوثائقي كذلك إلى أنّ وزيري الخارجية والثقافة الفرنسيين جان إيف لودريان وفرانك ريستر «كانا يعيران اهتماماً خاصاً بكل المشاريع التي تهدف إلى تحسين صورة السعودية»، في ما يتعلق بالانفتاح الثقافي والسياحي. وتابع: «في نهاية أيلول (سبتمبر)، حسم ماكرون الأمر، إذ تقرر عدم تلبية طلب بن سلمان». ورفض ولي العهد السعودي في اللحظة الأخيرة إعارة اللوحة بشروط غير شروطه.
ورداً على سؤال لوكالة «فرانس برس»، أفاد اللوفر، أمس الأربعاء، بأنّ مخرج الفيلم أنطوان فيتكين «طلب تعليقاً منه لكنّ المتحف لم يرغب في الإجابة عن أسئلته لأن إعارة اللوحة لمعرض ليوناردو دا فينشي لم تحصل».