تأتي سيرة فرانسيس بيكون (1909 – 1992) الجديدة Francis Bacon: Revelations نتيجة عقد كامل من البحث والتنقيب في حياة أحد أشهر فناني بريطانيا القرن العشرين. السيرة التي صدرت أخيراً عن Penguin Random House، أنجزها الناقدان والباحثان مارك ستيفنز وأنالين سوان. وتغطي سنوات طويلة من حياة بيكون منذ خروج رائعته Triptych إلى الضوء سنة 1944، حتى وفاته سنة 1992. علاقات وأمكنة وأحداث كثيرة تحتضنها هذه السيرة الشاملة لرائد مدرسة لندن الفنية إلى جانب لوسيان فرويد وليون كوسوف وفرانك أورباخ. من خلال 900 صفحة، يكشف الكتاب وجوهاً مختلفة لبيكون: الرسام الذي أخفى أجزاء من سيرته المبكرة، والذي دمّر مجموعة من لوحاته لأنها لم تبلغ الكمال، والرجل الذي لم يكن يستطيع الحديث عن نفسه ما لم يكن سكراناً، بالإضافة إلى طيفه في حانات لندن، وحضوره في صالونات لندن وباريس. في السيرة مساحة وافرة لعلاقات بيكون، في وقت كان يشهر فيه مثليّته الجنسية بينما كان عدد كبير من الفنانين يخفونها، خصوصاً علاقته مع جورج داير الذي قضى في حمام أحد الفنادق الذي كان يقيم فيه مع بيكون في باريس. هناك محطّة لطفولته في أيرلندا، كما أن ثمة استعادة مفصّلة لمرحلة عمله المبكر في التصميم الغرافيكي التي لم يكتب عنها بشكل وافر من قبل، وإخفاقاته الأولى في الفن وعلاقته مع الفن التجريدي الأميركي. تتنقّل السيرة بين الشخصي، وبين التجربة الفنية لبيكون وشخوصه التي طبعت فن القرن الحادي والعشرين. وبعيداً عن السير التي أنجزها أصدقاء بيكون في السابق، فإن هذا العمل الجديد يستند إلى مئات المقابلات، وإلى بحث دقيق ومتشعّب أنجزه ستيفنز وسوان حول بيكون، جاعلين منه رجلاً لا أسطورة فحسب.