تونس | «من قلبي سلام ….لبيروت» معرض يحتضنه رواق Terrain Vagh في قلب الحي اللاتيني في باريس الذي تديره التونسية مفيدة عتيق ويتواصل حتى 19 حزيران (يونيو)، متضمّناً أعمالاً فنية متنوّعة الوسائط تستوحي موضوعها من وجع العاصمة اللبنانية.
لوحة لميسال الخوري من المعرض

مبادرة مفيدة عتيق لتنظيم هذا المعرض تضامناً مع بيروت الجريحة استجاب لها كل من: سارة أبو مراد، أمل الزهراني، دافيد داوود، ميسال الخوري، ماريت فوس، سيلين حايك، ايلين لوت، نايلة معلوف، جان مرعي، وكلود مولّار. يضمّ المعرض سبعة وثلاثين عملاً تشكيلياً بين رسم وفوتوغرافيا ونحت، إذ التقى هؤلاء الفنانون الفرنسيون والعرب في معرض استلهموا كل أعماله من بيروت. ولدت الفكرة بعد التفجير المرعب الذي شهده مرفأ بيروت في آب (أغسطس) الماضي، مدمّراً جزءاً كبيراً من العاصمة. أعمال المعرض تستدعي المدينة الجريحة بسبب الحروب. أحداث كانت لها انعكاسات كبيرة وخطيرة على البيئة وعلى حياة اللبنانيين الذين لم يعرفوا طعم الاستقرار تقريباً منذ حوالى خمسين عاماً. يضاف إلى ذلك جحيم الحياة اليومية والأزمات الاقتصادية والمالية.
[اشترك في قناة ‫«الأخبار» على يوتيوب]
مفيدة عتيق التونسية الفرنسية التي عشقت بيروت بما تعنيه من انفتاح وتعدد وعطاء ثقافي حداثي، قالت لـ «الأخبار» إنّها أرادت من خلال هذا المعرض المساهمة في تنبيه الرأي العام الثقافي الفرنسي لما تعانيه بيروت ومن خلالها العواصم العربية. فـ «بيروت ليست إلا رمزاً لما يحدث في العالم العربي الذي يواجه ردّة ثقافية وتراجعاً لمشروع التحديث والتنوير الذي كانت بيروت رمزاً له كعاصمة عربية احتضنت المثقفين والسياسيين والمفكّرين بكل اختلافاتهم وتقاطعاتهم».
من أعمال دافيد داوود

واعتبرت مفيدة عتيق أن معرض «من قلبي سلام ...لبيروت» هو محاولة لإعادة بيروت إلى الواجهة بعدما خفت الاهتمام بالعالم العربي، بخاصة أنّ هناك شغفاً فرنسياً ببيروت وما ترمز إليه. فمن الألوان الزاهية التي تذكّرنا بمجد بيروت إلى السواد الذي يحيل إلى العتمة والانهيار، مروراً بلوحات فوتوغرافية تحيل إلى التشظي: تشظي المدينة في مواجهة عواصف الحروب العسكرية والسياسية. إلا أن المدينة التي سمّاها نزار قباني «ست الدنيا» وسماها محمود درويش «خيمتنا» ما زالت تتنفس الأمل وتقاوم رغم كل شيء.
من أعمل أمل الزهراني

معرض متعدّد في تجارب الفنانين وتقاطعاتهم بمبادرة تونسية يمثّل تحية للجذور التي تجمع اللبنانيين والتونسيين. فقرطاج تذكر التونسيين دائماً بعليسة (اليسار)، مؤسِّسة قرطاج، عروس المتوسط القادمة من صور في جنوب لبنان كما تروي الأسطورة، وهذا بعض من سرّ هوس التونسيين ببيروت، وهي الخلفية أيضاً التي دفعت مفيدة عتيق إلى تنظيم هذا المعرض.

galerieterrainvagh.com