في شباط (فبراير) الماضي، أطلقت الحكومة الفرنسية، نداء لحشد الدعم بهدف إكمال صفقة الاستحواذ على أهم مخطوطة للروائي الشهير ماكيز دو ساد، والتي بلغت قيمتها 4.55 مليون يورو. وقد نجحت أخيراً، في إنجاز الصفقة، والحصول على مخطوطة «120 يوماً في سدوم»، لحفظها في «المكتبة الوطنية الفرنسية» وانضمامها لاحقاً إلى مكتبة «أرسنال» في باريس، التي تضمّ مجموعة من أعمال القرن الثامن عشر. وقد وصفت «وزارة الثقافة» الرواية بـ «المعلم الحقيقي والنص الرئيسي للنقد والمخيلة»، لافتة إلى أنّها «أصبحت من الكلاسيكيات، وتركت أثراً عميقاً على مؤلفين كثر».تعود أهمية هذه المخطوطة، إلى كون دو ساد أعاد خلال وجوده في سجن «الباستيل» في باريس عام 1785 نسخ هذه الرواية الطويلة وغير المكتملة، على شكل لفافة ورق تمتدّ لنحو 12 متراً، ومكونة من 33 صفحة متلاصقة. وكان الروائي الفرنسي قد اعتقد أن الرواية قد ضاعت أو نُهبت أثناء هدم السجن عام 1789، لتعود المخطوطة للظهور على يد الطبيب النفسي الألماني إيفان بلوخ الذي سمح بنشرها للمرة الأولى عام 1904.
وفي عام 2014، انتقلت ملكية المخطوطة إلى رجل الأعمال جيرار ليريتييه، صاحب شركة «أريستوفيل» التي تمت تصفيتها أخيراً بعد أن طالتها تهم الاحتيال فاستغلّت الحكومة الفرنسية الظرف وأعلنت المخطوطة بمثابة «كنز وطني». وكانت وزارة الثقافة الفرنسية قد لفتت إلى أن «هذه المخطوطة ستُعرض خلال منتدى عام 2022 يجمع المتخصصين والمثقفين بهدف تحليل شخصية دو ساد وطريقة التفاعل مع أعماله على مرّ القرون وكيف يمكن قراءتها اليوم».