بالشارة السوداء حول اسم المجلة، لا حداداً تقليدياً بل احتراماً لذكرى الضحايا، صدر رقمياً العدد الرابع عشر (ربيع/ صيف 2021) من المجلة الأكاديمية الـمحكّمة نصف السنوية «مرايا التُراث» عن «مركز التراث اللبناني» في «الجامعة اللبنانية الأميركية» (LAU). وفيه ملف خاص بالذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت وتردّداته وارتداداته وآثاره اللوجستية والهندسية، مع مجموعة صور وتخطيطات ترميمية وضعها المهندسان خبيرا الترميم أَنطوان لحود وأسامة كلّاب، وما ترَكَ الانفجار من انفعال تشكيلي في لوحات الرسامين.افتتاحيةُ العدد لرئيس التحرير الشاعر هنري زغيب، وفيها: «كان طبيعياً أن نخصّص ملفّ هذا العدد للذكرى السنوية الأُولى (آب 2020 ــ آب 2021)، وأن نستذكر ما انجرح من تراثٍ في وجه بيروت، وكيف يعود تراثُها إِلى وجهها كما كان. فالجراح تندمل، ونُدوبُها تصبح ذكريات، وتُكمل حياتَها بيروت لأَنها مرصودة على الحياة».
في باب «تراثنا التاريخي» أربعة مواضيع رئيسة: الأوّل تلخيص نبيل شحادة لكتابَ «سنتان في بيروت» كما وصفها قبل 361 سنة الكاتب الإِيرلندي جيمس لويس فارلي بعدما أمضى فيها عامَي 1856 و1857. والثاني مقال «بيروت في ذاكرتي» للمؤرّخ نقولا زيادة عن بيروت كما عرفها منذ زارها سنة 1925 ثم عاش فيها حتى وفاته سنة 2006، وروى أيامه وذكرياته وخصوصًا تدريسه في الجامعة الأَميركية طيلة ثلاثة أَرباع القرن (1949-1973).
أما المقال الثالث، فللمؤرخ البريطاني أَرنولد تُوْيْنْبِي: «لبنان كلمة التاريخ». وهو النص الكامل لمحاضرته في هذا العنوان مساء الأَربعاء 8 أيار (مايو) 1957 على منبر «الندوة اللبنانية» في بيروت، سرَدَ فيها «سطوع لبنان منذ فجر الحضارة».
والمقال الرابع عن قلعة «شمع» من قلب جبل عامل، في نص موثّق عن تاريخ البلدة، ومقام النبي «شمعون الصفا» فيها، وقلعتها التاريخية الحديثة الترميم بعد التدمير الذي أَصابها من الاحتلال الإِسرائيلي. ومع النص مجموعة صُوَر قبل الترميم وخلاله وبعده بكاميرا المصوِّر المحترف كامل جابر.
وفي باب «تراثنا الصحافي» دراسة توثيقية مفصّلة للمؤرخ مسعود ضاهر عن جريدة «جبل عامل» التي أصدرها الشيخ أحمد عارف الزين عامي 1911 و1912 في 44 عدداً رسمت البُعد الاجتماعي والثقافي في منطقة جبل عامل، إِلى أن أوقفها صاحبها وواصل إِصدار مجلته الأُخرى «العرفان».
في باب «تراثنا الحَضَري»، دراسة مطوّلة لمازن عبُّود عن بلدة دُوْما الشمالية (قضاء البترون)، سرَد فيها بشكل واسع مفصَّل تاريخ البلدة وأَبرز معالمها ومحطات ريادية كانت دُوْما سبَّاقةً فيها قبل بلدات أُخرى في لبنان. ومع النص مجموعة صوَر قديمة نادرة عن البلدة.
في القسم الإِنكليزي من العدد مقالان؛ الأوّل: حوار خاص بعنوان «جـمّلوا نفوسكم كما بلدكم جميل»، كانت أجرته مايا خليل الجر سنة 1978 مع الأديب ميخائيل نعيمه خلال أسبوع تكريمه الرسمي في لبنان (7 إِلى 14 أَيار). والمقال الآخر هو «أول 100 سنة من تعليم البنات في الشرق الأَوسط». وهو فصل من كتاب مروان اسكندر عن تاريخ الجامعة اللبنانية الأميركية.
وتواصل «مرايا التراث» نشر أبحاث ومقالات ودراسات عن التراث اللبناني، المادي وغير المادي.