غيّب الموت قبل يومين المسرحي التونسي مكرم نصيب بعد أسابيع من مقاومة كوفيد 19. رحٌل مكرم نصيب وهو في أجمل سنوات العطاء بعد رحلة قصيرة لكن ثرية ومتنوعة جمع فيها بين الكتابة والإخراج والتمثيل والإنتاج في المسرح والتلفزيون والسينما. وجمع مكرم نصيب بين دراسة المسرح ودراسة الحقوق والعلوم السياسية والسينما التي توّج دراستها فيها بالحصول على دبلوم الإخراج السينمائي. وخلال مسيرته، قدّم مجموعة من الأعمال المسرحية منها «عدم سماع الدعوى»، و«حكاية حب»، و«ولد البرني و بنت العطراء»، و«هلواس»، و«السنافر»، و«فلة»، و«الأقزام»، و«السور». كما شارك في مجموعة من الأعمال التلفزيونية مثل «ويبقى الحب»، و«اضحك للدنيا»، و«عند عزيز»، والمسلسل التاريخي «تغريبة بني هلال». وفي السينما شارك في بعض الأفلام التونسية مثل «الأوديسة» لابراهيم باباي و«التلفزة جاية» للمنصف ذويب، بالاضافة إلى الأفلام الأجنبية مع مشاهير هوليوود أمثال ميل غيبسون وعمر الشريف.وأخرج مكرم نصيب للتلفزيون التونسي حفلات النجوم التونسيين والعرب في «مهرجان مدينة قفصة الدولي» (مسقط رأسه ) منها حفلات صابر الرباعي ونجوى كرم واليسا وتامر حسني وغيرهم .
نصيب الذي غيبه الموت باكراً كان من الشبّان المسرحيين الناشطين في مختلف لجان وزارة الثقافة مثل اللجنة الوطنية للدعم المسرحي، واللجنة الوطنية لبطاقة الاحتراف المسرحي، وهو عضو مكتب «أيام قرطاج المسرحية» في دورتها الحالية التي ستنتظم مطلع كانون الأول (ديسمبر) المقبل. انطفأت روح مكرم نصيب، وتوقفت مسيرة طموحة في أجمل سنوات العطاء بسبب هذا الوباء الغادر الذي يحصد أرواح الناس في كل أنحاء العالم، وخاصة تونس التي تسجّل منذ أسابيع أعلى حصيلة وفايات يومياً، ومن ضحاياها عدد كبير من الكتاب والفنانين في المسرح والموسيقى والسينما.
سلاماً لروح مكرم نصيب الذي صارع الفيروس اللعين بشجاعة طيلة أيّام قبل أن يستسلم... وداعاً يا عاشق الخشبة والأضواء.