اختارت الأكاديمية والباحثة التونسية آمال قرامي (1962) الاحتفال بالعيد الوطني للمرأة في 13 آب (أغسطس) الماضي بالاعلان عن صدور العدد الأول من مجلّة «عدسات جندرية» وهي مجلّة فكرية محكمة متخصّصة في دراسات النوع الاجتماعي وأوّل دورية من نوعها في الوطن العربي. قرامي أستاذة الدراسات الجندرية في كلية الآداب والفنون والانسانيات في منوبة، صاحبة مؤلفات عدة مثل «الردة في الفكر الاسلامي» و«الاسلام الآسيوي»، و«حرية المعتقد في الاسلام»، و«الاختلاف في الثقافة العربية الاسلامية»، قالت في بيان التأسيس: «رأينا أنّ إصدار مجلّة متخصّصة في الدراسات الجندرية قد يوفرّ فرصة جيّدة للدارسين والدارسات من أجيال مختلفة حتى يطّلعوا/نّ على هذا الإنتاج الثريّ ويساهموا/نّ في إثارة جدل فكريّ نحسب أنّنا صرنا في أمسّ الحاجة إليه، لاسيما بعد موجات النكوص التي نعاينها ومحاولات تقليص مكاسب النساء في أغلب بلدان العالم. ...وقد حرصنا على انتهاج سياسة ثقافيّة قائمة على: أوّلاً تخصيص كلّ عدد من أعداد المجلّة لتناول قضيّة محدّدة، وثانياً إيلاء الفكر النقديّ المكانة التي يستحقّها، وثالثاً أخذ تعدّد الاختصاصات(علم الاجتماع، الفلسفة، التاريخ، الانتربولوجيا...)».تضمّن العدد الأوّل مجموعة من المقالات في محور «الجندر والسنّ»، وهو مبحث حول تمثّلنا للزمن والعلاقة بين الأجيال. تناولت آمال قرامي قضيّة التمييز على أساس السنّ، مبيّنة أنّ فيه الكثير من الحيف الاجتماعي مبرزة نضال النساء من أجل القطع مع التمييز على أساس السن. أما بلقيس الزريقي من الجزائر، فاهتمت بصورة العجوز في كتاب «تفسير الأحلام» لابن سيرين وتوقفت عند كيفية تشكّل هذه الصورة في المخيال الجمعي. وتابعت سميرة المرصاوي من تونس في مقالها صورة المسنّة في عدد من النصوص الدينية اليهودية. واهتم يوسف بن موسى بتمثيل المسنّات في بعض المتون الأباضية، ليقف عند خصوصيات هذا المجتمع وليفنّد عدداً من الصور النمطية الخاصة بالعجائز، وتوقّفت هدى البحروني من تونس عند ملامح المسنّات في الوسط الريفي التونسي.
هذه الدورية الجديدة التي صدر عددها الأوّل من دون أي دعم مالي من أي جهة هي جهد ذاتي من آمال قرامي في اطار سعيها إلى تثبيت الدراسات الجندرية كمبحث أكاديمي. تخضع المقالات المنشورة فيها إلى مراجعة من مجموعة من الأكاديميات المتخصصات كهيئة تحرير وهن: هتون أجواد الفاسي، وهدى الصدة، ونهاوند القادري، وهند محمود، ودينا خواجه، وفاطمة اوصديق، ولمياء بن يوسف وغيرهنّ. وتشرف آمال قرامي أستاذة دراسات الجندر في الجامعة التونسيّة على رئاسة تحرير المجلّة.