احتضنت مدينة الثقافة الشاذلي القليبي مساء السبت افتتاح الدورة الثانية والثلاثين من «أيام قرطاج السينمائية». شهد الافتتاح عرض شريط تسجيلي عن السينمائية الراحلة مفيدة التلاتلي التي غيبها الموت في شهر شباط (فبراير) من العام الحالي. وقد كانت المفاجأة في حضور هند صبري التي لم تكن ضمن الضيوف المعلنين رغم أنّ معلقة الدورة تحمل صورتها في أول أفلامها «صمت القصور»، أشهر أفلام التلاتلي وبداية صبري في السينما. كما تم تكريم كل من النجمة المصرية نيللي كريم، والناقد السينمائي بابا ديوب، والموزع والمنتج السينمائي أنور الصادق الصباح والناقد السينمائي والصحافي خميس الخياطي. وتم أيضاً تكريم وجوه من السينما التونسية مثل البحري الرحالي، وشاكرة الرماح، وهاجر بوحوالة، ونصرالدين السهيلي وحسن التبي. وأُعلن عن جوائز المهرجان ولجان التحكيم وهي: لجنة تحكيم العمل الأول «جائزة الطاهر شريعة» التي تضمّ رمسيس محفوظ، الممثلة المصرية بسمة وسيكو تراوري. لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية تضمّ صوفي سالبو، نجوم الغانم، كلوي عائشة بورو، حمزة العوني والتركي نجاتي سونميز. لجنة تحكيم «قرطاج السينما الواعدة» تستمل على: لينا شعبان، فاتو كيني سيني ونيكول كاماتو وغيرها من اللجان.
جاءت هذه الدورة لتستنهض شغف الجمهور التونسي بالحياة والسينما بعد أشهر من الحجر الصحي وتوقف النشاط الثقافي، وتقدم مشاركات من 45 دولة و52 فيلماً في المسابقات الرسمية. وتحضر تونس برقم قياسي من الافلام التسجيلية والروائية فاق الثلاثين فيلماً بما يكشف عن ولادة جيل جديد في السينما التونسية.
«أيام قرطاج السينمائية» منصة لسينما التحرر الاجتماعي وقضايا الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. وهذه الدورة، التي تأتي بعد دورة مختزلة العام الماضي بسبب كوفيد 19، حافظت على هذا التوجه من خلال الحضور العربي والافريقي، فيما تفتح للمرة الأولى نافذة على السينما الليبية في قسم خاص بعنوان «جارة الوادي» يعرض مجموعة من الافلام حول ما يجري في ليبيا برؤية السينمائيين الليبيين. وتخصص «أيام قرطاج» 11 قسماً منها قسم للسينما البلجيكية وقسم للسينما في السجون والثكنات العسكرية.
أشاعت «أيام قرطاج السينمائية» ظهر السبت طقساً من الفرح في شارع بورقيبة القلب النابض للعاصمة ومدينة الثقافة الشاذلي القليبي رغم الازمة السياسية والاقتصادية في البلاد. فبعد أشهر من الشلل الثقافي، تعيد البهجة لجمهور السينما وعشاق الحياة.