بين 18 و24 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، تشهد منطقة خليج سان فرانسيسكو فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من «مهرجان الفيلم العربي» الذي انطلق في عام 1996.تعجّ نسخة 2021 بأفلام وثائقية وأخرى روائية تتناول مواضيع مختلفة، حصد بعضها شهرة واسعة على صعيد العالم. هكذا، سيكون الافتتاح مع فيلم «أميرة» لمحمد دياب. إنّه ثالث أفلام المخرج المصري بعد «679» (عام 2010) و«اشتباك» (2016). «أميرة» مراهقة فلسطينية ولدت نتيجة عملية تلقيح مجهري بعد تهريب منيّ والدها «نوار» القابع في معتقلات الاحتلال الإسرائيلية. تجبرها الظروف على أن تخوض رحلة لمعرفة الحقيقة وراء هويتها. يضم فريق العمل عدداً من الممثلين العرب، في مقدمتهم صبا مبارك، علي سليمان، قيس ناشف ووليد زعيتر. كما تطلّ الممثلة فلسطينية ــ أردنية تارا عبود في دور البطلة «أميرة».
وفي السهرة الختامية، يُعرض وثائقي «نحن من هناك» للبناني وسيم طانيوس الذي يناقش موضوع ترك السوريين لموطنه وعائلاتهم والتنقل بين البلدان هرباً من الحرب. وجسّد هذه الحالة شابان من سوريا في منتصف العشرينيات، قررا أن ينطلقا إلى إحدى الدول الأوروبية لبدء حياة جديدة لهما بخلاف حياتهما التي أنهتها الحرب في سوريا. استطاع وسام طانيوس، أن يرصد مشاعر وحالة السوريين خلال رحلاتهم إلى بيروت وأثينا مروراً ببرلين وإلى ستوكهولم، بحثاً عن الأمن والاستقرار خارج أرضهم، وقدرة الإنسان على التكيف مع ظروف حياة جديدة تختلف بشكل كلي عن الحياة التي نشأ عليها.
ويعرض أيضاً فيلم «200 متر» للفلسطيني أمين نايفة. على مدى 90 دقيقة، يغوص نايفة في جدار الفصل العنصري الذي بناه الصهاينة في فلسطين وما خلّفه من معاناة حقيقية على الأرض، من خلال تتبّع حكاية «مصطفى» وزوجته «سلوى». وكان الشريط قد حصد عدداً من الجوائز، من بينها جائزة الجمهور في «مهرجان البندقية» العام الماضي.
تتمثل مهمة «مهرجان الفيلم العربي» في تقديم }أفضل الأفلام المعاصرة التي تسلط الضوء على ثراء الثقافة العربية من خلال الروايات والصور الأصيلة، مما يوفر نظرة ثاقبة لجمال العالم العربي وتعقيداته». ويقدم الحدص أيضاً برامج خاصة للجمهور المحلي، مع إمكانية وصول غير مسبوقة إلى مجموعة منوّعة من التجارب العربية الأصيلة. اكتسب المهرجان سمعة دولية وهو يوفّر للراغبين إمكانية الوصول إلى المحتوى الذي يعكس حياة المجموعات غير الممثلة والمواضيع المثيرة للاستفزاز على المستوى الثقافي والمجتمعي.
علماً بأنّ عروض المهرجان الذي ينظّمه «المعهد العربي للفيلم والإعلام» ستنقسم بين الشبكة العنكبوتية والأنشطة الحضورية.