لغة مقعّرة وانشائيات «ثوريّة»

  • 0
  • ض
  • ض

جولة سريعة على بعض افتتاحيات الموقع تعطي فكرة أوضح عن هُويته و«ربّانه»: نبدأ بافتتاحية رئيس التحرير مارك صيقلي. «هنا بيروت، أهلاً بكم». عنوان يحيلنا إلى «هنا لندن» حين دعا الجنرال ديغول عبر الإذاعة البريطانية إلى المقاومة الفرنسية ضد النازية. يذكّرنا صيقلي بتلك اللحظة التاريخية، قبل أن يعيدنا بمركبته الزمنيّة إلى لبنان الراهن، ليقول بأنّ ديغول استخدم الوسيلة الإعلامية الأكثر تأثيراً في ذلك الحين، وها هم اليوم في «هنا بيروت» يستخدمون الإنترنت بصفته الوسيط الأكثر تأثيراً ووصولاً إلى الناس. طبعاً، لن نسأله عن شارل ديغول البيروتي! مواصلة الافتتاحية لن تُخرج القارئ بأي خلاصة سوى شعارات فضفاضة ومطّاطة عن الحرية والحقوق و«سلالات الفساد»، ولغة فرنسية مقعّرة وتشبيهات ستشيّب رأس الأكاديمية الفرنسية! وحده صيقلي ربما سيركّب كلمة «أنقاض» على «كشف الحساب». خذوا مثلاً هذه الصورة: «أبناؤه (أي لبنان) سيعودون ويشيّدون على أنقاض كشف الحساب الذي تركه جلّادو اليوم». ومن صيقلي إلى المقالات الأخرى، على رأسها افتتاحية «لافتة» (هنا بيروت... من أجل لبنان آخر) للصحافي والكاتب السياسي ميشال حجي جورجيو. الطريف هو المفردات المستخدمة التي تحيل إلى «وعي نازيّ» (تطهير «لبنان الآخر» من الشعبوية)، وترصف مفاهيم بشكل غوغائي (عبارة «ثقافة الأبارتايد» في سياق لبناني). في الواقع، يعطي محتوى الافتتاحية فكرة واضحة عن علاقة الانعزالية اليمينيّة بمرجعها الاستعماري: علاقة دونية وخضوع واستلاب. اللافت أنّ الافتتاحية ترافقت مع صورة للراحلين سمير قصير وسمير فرنجية. صورة تذكّر بزمن كان فيه الخصم ذا ثقافة ووعي وأدوات معرفيّة ومشروع!

0 تعليق

التعليقات