كلُّ الحكايا تبدأُ منكَ وإليك تنتهي، وأنتَ أجملُ من يحكي! فهاتِ حدِّثنا وقد صارَ الوجودُ ثقيلاً، واعبُر بنا هذا البرزَخَ إلى برِّ الأمان. ربَط الزَّمانُ ألسِنتَنا، فكُن هارونـَنـَا الذي باسمِنا يتكلم، دُسَّ في كلامِنا بينَ الغصَّة والغصَّة شيئًا من حلاوةِ لغتِك، وجميل المنطقِ الذي تُجيد، واجمعَ شظايا زُجاجِنا مرآةً نراكَ بها، وفيها.
رماكَ الدَّهرُ بما لا طاقَةَ بنا على احتمالِه، وأنتَ مع كلِّ إشراقةِ شمسٍ، محضُ إرادةٍ وأمَلٍ وألَم.
يُوسُفُـنا أنتَ يا سماح، حُسنًا، وسماحةً، وحكمةَ، ولسنا كإخوة يُوسُف! فعلِّمنا من تأويلِ الأحلامِ، وقُـلْ لنا هل تنتهي السبعُ العجاف؟ وقل لنا يا معلِّمُ، ما أَسَرَّ لك حنظلة، قبل أن تُديرَ معَه وجهَك؟ عائدون يا حبيبنا، نبوءَتُك قالت لنا: عائدون...عائدون...وإنَّا بكَ لعائذون من شر هذا الزمانِ العجيب.
رفيقـَنا الأعز، أبانا الذي في عرشِ آلامك، ما كنَّا نخشى النشازَ، وأنتَ ضابطُ إيقاعـِنا، وحاضنُ أرواحِنا، فهل من بعدِك نتيهُ أو نتوه؟ مُرَّ علينا في غَفلةٍ منَّا، كُنْ ملاكَـنا الحارسَ، وجنِّيتَنا الصالحة، ذُرَّ علينَا من ذَرورِ سحرِك ما يسعفُ القلوب، واتلُ علينا سورةَ النصر التي لنا.
سماح،
عهدنا لكَ ووعدُنا، رفيقاتٍ ورفاقاً، أن سنظلُّ نُيمِّمُ وجوهَنا شطرَ الجنوبِ وجَنوبَ الجنوبِ، معراجَ القلوب، وسنبقى كما عرفتَنَا وكنتَ معنَا، وفيا بين أوفياء، إرادة واحدة وعزما أكيدا لنصرة الحقِّ والإنسان.