دمشق | «هناك وجه آخر لدمشق غير وجه الحرب والاقتتال، إنه وجه الشعر والفن والذوق الرفيع وأحاول أن أثبت أن هذا الوجه هو الوجه الحقيقي للمدينة» هذا ما يقوله المسرحي والشاعر السوري أحمد كنعان في حديثه عن الأسباب التي دفعته لتنظيم الدورة الثانية من مهرجان «يا مال الشام» للشعر والموسيقى.
التظاهرة التي انطلقت شرارتها في بيروت عام 2012، ما لبثت أن انتقلت إلى العاصمة السورية في أيار (مايو) من العام التالي لتبدأ، بعدها، جولة من التنقلات القسرية بين مقاه وحواضن كثيرة، ما جعلها تعاني صعوبةً في المواظبة على وتيرة عرض أسبوعي رغم كثافةِ الحضور قياساً بتلك المتوقعة في ظل ظروف أمنية أقلّ ما يقال فيها أنّها غير مثاليّة مع غزارة قذائف الموت العشوائي التي كانت تدكّ شوارع الشام آنذاك، وما زالت.
لاحقاً، أخذ الملتقى الأسبوعي شكل برنامج مكثّف يحييه عدد من الشعراء والموسيقيين الذين جمعوا، من حيث تاريخهم الثقافي، بين الخبرة وكلاسيكية الصنعة من جهة، وبين التجريب ومحاولة تسويق أسماء شبابية من جهة ثانية. كانت الدورة الأولى عام 2013 بمثابة اختبار جهوزيّة، فجاءت نتائجه مرضية، لمنظّميه وجمهوره، ما شكّل حافزاً لتكرار النجاح ونسخ التجربة في العام الحالي.
وعن الآلية التي جرى اعتمادها لاختيار الأسماء المشاركة في المهرجان، يقول كنعان لـ«الأخبار»: « اختيرت أسماء المشاركين من خلال استشارة العارفين بتفاصيل الحركة الشعرية والموسيقية الحالية في سوريا، وكنّا حريصين على عدم تكرار أي مشاركة من الدورة الأولى. هناك أسماء كبيرة كنّا نرغب في أن تكون حاضرة كنزيه أبو عفش وخالد أبو خالد، لكن الظروف حالت دون ذلك، وهناك من يقرأ نتاج الأسماء الجديدة، وسيصار إلى تلوين المهرجان ببعض المشاركات المسرحية والسينمائية على غرار العام الفائت».

الافتتاح مع اسكندر
حبش ومهدي منصور وأدهم
دمشقي
تفاعل العاصميين مع الحدث يبدو واضحاً. هذا ما يثبته حجم نشاطهم على صفحة المهرجان على الفايسبوك. تفاعل لم يعد مستغرباً أو هجيناً حين يتعلّق الأمر بهذا الصنف من الفعاليات الثقافية الأهلية التي شكّلت، مع الوقت، العمود الفقري لحياة ثقافية لم تخرج، قبل الأزمة وفي أثنائها، من إطار محاولاتٍ رسمية خجولة لبثّ ما يشبه الروح في جسدها الهامد، ويشكّل عام 2008 الذي سُمّيَت فيه دمشق عاصمةً للثقافة العربية، استثناءً يتيماً لكل ما سبق.
يُفتتح المهرجان مساء غد مع مشاركات لكل من اسكندر حبش ومهدي منصور وأدهم دمشقي (من لبنان) وبديع صقّور والمايسترو عدنان فتح الله (دمشق)، ويستمر حتى 20 حزيران (يونيو). وتتخلّله مشاركات لأسماء محليّةٍ مثل: كفاح الخوص وليندا ابراهيم وعايدة محمد ومحمد خير داغستاني، وعربيّة مثل سارة سوار الذّهب من السّودان وفادي ناصر الدّين من لبنان.



«يا مال الشام»: بدءاً من الغد حتى 20 حزيران (يونيو) ــــ«مقهى أتو روما» (باب توما، دمشق)