من 29 كانون الثاني (يناير) الحالي لغاية 6 شباط (فبراير)، تحيي تونس الذكرى التاسعة على استشهاد الشاعر والزعيم اليساري شكري بلعيد (1964-2013) الذي اتُّهم «تنظيم انتصار الشريعة» باغتياله في 6 شباط 2013. ضاحية جبل جلود الشعبية جنوب العاصمة ستحتضن الدورة الخامسة من «ملتقى شكري بلعيد الدولي للفنون» في دار الثقافة التي تحمل اسم بلعيد الذي كان من روادها منذ طفولته وستكون النسخة الجديدة من الملتقى تحت شعار «تونس مائة وردة بمائة لون».
ومن فقرات هذا الملتقى رسم لوحات غرافيتي عملاقة على ارتفاع 30 متراً سيشارك في تنفيذها أشهر فناني الغرافيتي في العالم منهم الأميركيان Eric Skotnes وRyan Sarfati والهولندي Eelco Van Denberg والبريطاني Mr Cenz وSittou Matthia من توغو والفرنسي Nadib Brandi، والغربي Iramo Samir، إلى جانب عديد الرسامين التونسيين.
وحسب هيئة الملتقى، وافقت حوالي 5 آلاف عائلة على تزويق الجدران الخارجية لمنازلها بفن الغرافيتي، لتحويل جدران الضاحية الشعبية إلى لوحات غرافيتي.
وستكون هناك مسابقة لأفضل عمل غرافيتي للفنانين الشبان وأخرى لأفضل عمل فني للأطفال.
وفي إطار الملتقى، سيتم تدشين مجسّم عملاق للشهيد شكري بلعيد على ارتفاع حوالي خمسة أمتار، أنجزه النحات سمير بن قويعة بدعم من «الاتحاد العام التونسي للشغل» في مدينة صفاقس العاصمة الثانية للبلاد.
يشهد الملتقى أيضاً إقامة ورشات لطلبة المعاهد العليا للفنون الجميلة ولهواة الغرافيتي تحت إشراف الفنانين العالميين المشاركين في الملتقى محورها الإفادة من التكنولوجيات الحديثة في الغرافيتي.
وكان شكري بلعيد شاعراً يسارياً لم يعنَ كثيراً في حياته بنشر قصائده، لكنه كان يلقيها في التجمعات الطلابية في ثمانينيات القرن الماضي. بعد اغتياله، أصدر له الاتحاد العام التونسي للشغل مجموعة شعرية بعنوان «ما نقشته الريح على أبواب تونس السبعة». كما كان من قياديّي الاتحاد العام لطلبة تونس. وأسّسس بعد سقوط النظام السّابق «حزب الوطنيين الديمقراطيين» (يسار) وتزعمّه إلى حين اغتياله رمياً بالرصاص أمام بيته في ضاحية المنزه شمال العاصمة.
يذكر أنه لم يتم الكشف لغاية اليوم عن الجهة السياسية التي تقف وراء اغتياله ولا محاكمة قاتليه.