
أما الكتاب «محمد روحي الخالدي المقدسي (1864-1913): كتبه ومقالاته ومنتخبات من مخطوطاته»، في جزءيه، فهو طبعة محقّقة لأعمال هذا العلّامة المقدسي الفذّ، المطبوعة والمخطوطة. ففي المجلّد الأول، خمسة من كتبه يُعاد نشرها وفق طبعاتها التي صدرت أوائل القرن العشرين، فيما المجلّد الثاني يضمّ مقالاته، وجلّها نُشر في «الهلال» المصرية، مع مجموعة مقالات العالم الإسلامي التي نشرتها جريدة «طرابلس الشام» اللبنانية ويُعاد نشرها في هذا الكتاب للمرة الأولى، إضافة إلى منتخبات من مخطوطات قيّمة للخالدي تُنشر هنا اعتماداً على نسخها المحفوظة في «المكتبة الخالدية» في القدس الشريف، منها باريس والديون العمومية العثمانية ورحلة المقدسي إلى جزيرة الأندلس، مع مخطوط علم الألسنة المحفوظ في بيروت. وتتصدّر الكتاب مقدّمة توثيقيّة لسيرة الخالدي ومجمل أعماله من الأقدم إلى الأحدث، مع مدخل تمهيدي يستخلص أفكاره ويستطلع شخصيّته التأليفية ويبرزها في سياقها الثقافي النهضوي التنويري.
المؤلّف سياسي فلسطيني وكاتب فذّ وأحد النهضويّين العرب. كانت القدس مولده، ودرس في مصر ولبنان قبل أن يلتحق بالمكتب السلطاني الملكي في الآستانة، فإلى «سوربون» باريس لدراسة العلوم السياسية. كان في «مجلس المبعوثان العثماني» إثر إعلان الدستور؛ اشتهر بثقافة واسعة؛ كتب في الأدب والتاريخ والفكر. ولعلّ كتابه تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو» أول دراسة منظّمة في العربية تحت خانة الأدب المقارن. توفّي في الآستانة ودفن فيها.
أما المحرّرة مريم العلي، فقد انصب عملها في إعلاء الفكر العربي النهضوي. إذ أصدرت سابقاً «أخبار خديجة بنت خويلد في المصادر الإسلامية: أبنية السرد والذاكرة» (المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت ـــ نصوص ودراسات بيروتية 139، 2020). ويُنشر هذا الكتاب ضمن سلسلة دراسات علمية عن تاريخ القدس والمكتبة الخالدية، في مشروع مشترك بين المكتبة و«مؤسسة الدراسات الفلسطينية» في مناسبة مرور 120 سنة على تأسيس المكتبة.
* كاتب فلسطيني