فيما الحرب الروسية ــ الأوكرانية مستمرّة، يتواصل صدور البيانات عن اتحادات كتاب وأدباء وناشري الدول الواقعة ضمن محيط مسرح الأحداث.في هذا السياق، نشر اتحاد كتاب روسيا بياناً توضيحياً عما يجري من أحداث بين بلده وأوكرانيا، تضمن تأييده التام للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمن الفدرالي والجيش، واحتوى استنكاراً صريحاً لتصريحات بعض الشخصيات الفكرية والثقافية ضد روسيا، متهماً إياها بإطلاق النار من الخلف على الجيش الروسي. واعتبر الاتحاد أنّ المواجهة ليست بين روسيا وأوكرانيا، إنّما الصدام الحقيقي هو بين الروس وحلف الناتو.
في المقابل، أدان اتحاد الكتاب الليتوانيين بيانَ اتحاد الكتاب الروس، مطالباً بقطع العلاقات معهم لتبريرهم ما وصفه بـ «الغزو الدموي لأوكرانيا»، واستنكر ما أسماه تشويه حقائق الاحتلال الروسي لأوكرانيا واعتبار استهداف المدنيين عملية لإحلال السلام.
على خطٍ موازٍ، دعا اتحاد الناشرين الأوروبيين (FEP) اتحاد الناشرين وبائعي الكتب الأوكرانيين (UPBA) ليكون ضيف شرف خاصاً به، كنوع من التضامن، وعبّر عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا التي دعا ناشريها أيضاً للانضمام لاتحاد الناشرين الأوروبي. وكتب الاتحاد: «أفكارنا مع شعب أوكرانيا والمنطقة، وخاصة مع زملائنا المؤلفين والمترجمين والناشرين وبائعي الكتب وأمناء المكتبات... ندعو لإتاحة الوصول للكتب باعتبارها ضرورة ديمقراطية حتى لو كانت حصناً هشاً ضد القنابل».
كما صدر عن مجلس الكتّاب الأوروبيين بيان يصف الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنّه «حرب ضد جميع الديمقراطيات، وقيمنا، وقناعاتنا بالسلام، والحرية وحقوق الإنسان».
من ناحيته، قال رئيس اتحاد الكتاب اللاتفيين، أرنو جوندزي، إنّه «يجب وقف إراقة الدماء. يجب دعم شعب أوكرانيا وزملائنا الكتاب في هذا الوقت الصعب. ما يحدث في أوكرانيا هو تهديد للديمقراطية في جميع أنحاء أوروبا. إذا لم تتوقف الحرب في أوكرانيا، فستكون هذه علامة على أن المعتدي يمكنه فعل ما يشاء في جميع أنحاء أوروبا الشرقية».
وانضم رئيس اتحاد الكتاب الليتوانيين، بيروت جونوسكايت أوغوستينيني، إلى موقف الكتاب الأوروبيين، قائلاً إن «اتحاد الكتاب الليتوانيين يقف إلى جانب أوكرانيا ومع زملائنا الأوكرانيين، مجتمعنا المشترك من الكتاب والمترجمين. إننا ندين الغزو الروسي غير المشروع وغير المبرر للأراضي الأوكرانية. نحن ندعم أوكرانيا وسنبذل قصارى جهدنا للمساعدة في الظروف الصعبة».
أما رئيس اتحاد الكتاب الإستونيين، تيت أليكسييف، فنبّه إلى مفارقة مقلقة لدول البلطيق، قائلاً: «24 شباط هو يوم الاستقلال الإستوني. في اليوم نفسه، بدأ الأوكرانيون في الدفاع عن استقلالهم ضد الهجوم الشامل للمعتدي».
في السياق نفسه، أصدرت منظمات الكتّاب في دول البلطيق خطاباً مفتوحاً إلى معارض الكتاب في بولونيا ولندن وفرانكفورت، لإظهار الدعم لأوكرانيا من خلال قطع الاتصالات مع مؤسسات الاتحاد الروسي.
وأصدر مدير معرض فرانكفورت للكتاب، يورغن بوس، بياناً أوضح فيه أنّ «منظّمي معرض فرانكفورت للكتاب يدينون بشدة الهجوم الروسي على أوكرانيا بأمر من الرئيس بوتين. علق معرض فرانكفورت للكتاب التعاون مع مؤسسات الدولة الروسية المسؤولة... ونؤكد دعمنا الكامل لجمعيات الناشرين الأوكرانيين».
كما أعرب مجلس أمناء جائزة السلام الألمانية لتجارة الكتب، عن غضبهم من «الهجوم الروسي الوحشي» على أوكرانيا، وناشدوا الشعب الروسي ورئيسه وقف «التدمير المتعمد للسلام والحرية في أوروبا»، بحسب تعبيرهم.
من جانبها، أبدت رابطة الناشرين الإيطاليين تضامنها مع الأوكرانيين: «تعيدنا الحرب في أوروبا إلى سنوات وأحداث تاريخية لم نرغب أبداً في استرجاعها». وتابعت: «اليوم أكثر من أي وقت مضى، نأمل أن يرتفع الصوت النقدي للمثقفين والكتاب ورجال السلام وعالم الثقافة في كل دولة، حتى يتمكنوا من إعادة أوروبا إلى طريق الحرية والتعايش».