• عُقِدتْ أخيراً جلسة مناقشة وتحكيم رسالة الماستر البحثي التي قدّمها الطالب الزميل الحسام محيي الدين (ناقد وكاتب مسرحي) في عمادة كلية الآداب والعلوم الانسانية في بيروت. وحملت الرسالة عنوان «المسرح اللبناني: أزمة المرجع النقدي من النص إلى العرض، عصام محفوظ أنموذجاً». بعد التداول في جلسة مغلقة بين أعضاء اللجنة (رياض عثمان رئيساً وقارئاً، جيمي جان عازار مُشرفاً، لميس حيدر قارئة)، تلا عثمان قرار اللجنة بمنح الطالب محيي الدين العلامة القصوى (جيّد جدّاً ) مع توصية أعضائها بالاجماع بطبع الرسالة في «منشورات الجامعة اللبنانية – كلية الآداب والعلوم الانسانية» لقيمتها الوطنية والنقدية. نهضتْ الدراسة على ممكنات المشروع النقدي للكاتب المسرحيّ اللبنانيّ الراحل عصام محفوظ (1939 – 2006 ) واشتملت على فصلَين أساسيّين: الأول يستشكل بالتنظير رؤية النّاقد إلى وجود تقاليد كتابة نصّ دراميّ، مع الفصل بين الكتابة المسرحيّة (الأدب) والكتابة للمسرح (العَرض) وعلاقتهما بالاقتباس والتّرجمة والاعداد من جهة والتّأليف من جهة ثانية، عطفاً على تأوّلِ الصّلة بين النصّ وتكوين الرؤية الاخراجية توازياً مع مسألة الأداء الفُرجَويّ وارتباطها بمفهوم تطوّر الشخصية المسرحية بين أول العرض وانتهائه في ظلّ نظرية إعداد الممثل للرائد المسرحي الروسي الكبير كونستانتين ستانيسلافسكي. على المستوى الاجرائي ركزّت الدّراسة في الفصل الثاني على مندرجات النقد المسرحي عند عصام محفوظ، من جدليّة النصّ بين الاقتباس والتّأليف إلى تفكيكه إنطباعياً، ثمّ علاقته بالعرض وما يستتبع ذلك من استجلاء سلوكيّات التّعامل مع المسرح وإعادة تشكيل الوعي المُجتمعيّ بأهميته. من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة في محصّلة استنتاجاتها التي ترى إلى وجوب تأسيسِ مرجِع، أو نواةٍ لمرجِع نقديّ موحَّد وشامل يمكن الركون إليه في ظلّ ندرة الدراسات المسرحية نقداً، لا إحصاءً وتأريخاً، التي تفي المسرح اللبناني حقّه من البحث والتّقييم والتّطوير.