«في رهانات التحديث تكريماً للأستاذ عبد المجيد الشرفي»، هو عنوان المؤتمر العلمي التكريمي الذي يحتضنه قصر «بيت الحكمة» في ضاحية قرطاج شمال العاصمة التونسية منذ الأمس ويتواصل اليوم بمساهمة نخبة كبيرة من أبرز الأكاديميين التونسيين من تلاميذ عبدالمجيد الشرفي (1942) الذي يختزل مسيرة أكاديمية بدأت منذ سنة 1968من القرن الماضي.هذا المؤتمر يناقش مساهمة الشرفي في تحليل ودراسة الخطاب الديني وتاريخ الأديان من خلال مجموعة من المحاضرات والمقاربات مثل «مقاربة في الحداثة والهوية» لفتحي التريكي، و«النساء وإنتاج المعرفة الدينية في المجال الإسلامي» لزهية جويرو، و«من أجل تاريخ آخر للقرآن أو: ليس الخبر كالعيان» لبسّام الجمل، و«يقينات النص الإسلامي: الحديث النبوي نموذجاً» لمحمد حمزة، و«تاريخ القرآن من خلال نصوص المسلمين عن كتب المجوس» لهنيدة حفصة. من محاضرات الموتمر أيضاً: «موقف عبد المجيد الشرفي من الإسلام السياسي» للمنجي الأسود، و«المكي والمدني بين مأزق التصنيف وعقلية التبرير ...لتطمئن القلوب» لعبدالباسط القمودي، و«مقاربة حقوق الانسان في كتابات عبدالمجيد الشرفي» لنادر الحمامي وآخرين مثل وحيد السعفي وزبير عروس وعبدالسلام العيساوي ورجاء بن سلامة ومحمد محجوب ومنير الفندري وحمادي ذويب...
المؤتمر يتضمّن أيضاً مجموعة من الشهادات عن عبدالمجيد الشرفي من زملائه وطلبته الذين أصبحوا من كبار أساتذة الجامعة التونسية. وهذه الشهادات تلخّص مدى إسهام عبدالمجيد الشرفي في دراسات الفكر العربي الإسلامي، خصوصاً مناهج دراسة التراث الديني وتحليله. وتضم القائمة عدداً كبيراً من الأساتذة أمثال محمد الهوني رئيس «رابطة العقلانيين العرب»، وتوفيق بن عامر، وحمادي صمود، ونائلة السليني، والصادق بلعيد، والمنصف عبدالجليل، وعياض بن عاشور، وسليم اللغماني، وكلثوم مزيو الدرعي، ومنيرة شابوتو الرمادي، وناجية الوريمي وغيرهم. وقد افتُتح الموتمر بعرض شريط تسجيلي عن مسيرة عبدالمجيد الشرفي.
وأصدر عبدالمجيد الشرفي خلال أكثر من نصف قرن عدداً من الكتب نذكر منها «الإسلام بين الرسالة والتاريخ»، و«الإسلام والحداثة»، و«الفكر الإسلامي في الرد على النصارى»، و«البداهات الزائفة في الفكر الإسلامي»... كما تولّى عمادة كلية الآداب والعلوم الانسانية في تونس (اعرق مؤسسة جامعية) في ثمانينيات القرن الثاني، واشتهر بدفاعه عن استقلالية الجامعة ودعوته للإفادة من المناهج الحديثة في قراءة المتن الديني. وقد تعرّض للتكفير كما صودرت بعض كتبه في العهد السابق.