بدءاً من الغد وعلى مدى أربعة أيام، ستحتضن قرية سيدي بوسعيد النائمة في أعلى الجبل المطل على المتوسط بلونيها الأزرق والأبيض المميزين «مهرجان الشعر الدولي» الذي تنظمه جمعية سيدي بوسعيد للمالوف والموسيقى. هذه القرية الأندلسية الصغيرة ثالث أشهر الوجهات السياحية التونسية مع جربة والحمامات، حوّلها مهرجانها الشعري الذي تأسس في 2013 إلى وجهة شعرية أيضاً من خلال مهرجان مختلف عن كل المهرجانات الشعرية العربية. فهو مهرجان مستقل ولا يسجن الشعراء في قاعات مغلقة، بل يذهب إلى الناس في المقاهي وتحت الأشجار وفي أزقة القرية الصغيرة حيث يستمع الناس للشعر من كل اللغات.
المهرجان الذي توقّف لعامين بسبب جائحة كوفيد، أسّسه الشاعر معز ماجد وتضم هيئته الشعراء: معز ماجد (رئيس)، آمنة الوزير ومحمد الغزي وأحمد الملا.
وستكون السعودية ضيف شرف من خلال حضور تسعة ضيوف بين شعراء ونقاد وإعلاميين مهتمّين بالشعر، كما يحضر شعراء من المغرب وفلسطين والأردن وسوريا واليمن والكويت ولبنان والأردن والبرازيل واليونان وإيطاليا واسبانيا ومالطا وفرنسا والأرجنتين…
ومن أبرز الأسماء يحضر حسن نجمي وهاشم الجحدلي وزهير أبوشايب وزياد عبدالله ووائل فاروق وسعيد السريحي وغيرهم. ومن بين فقرات المهرجان «سوق الشعر» و«حديث تحت الشجرة» الذي يستمع فيه الجمهور كل يوم لتجربة ناشر في مجال نشر الشعر.
هذا المهرجان الذي قال عنه مؤسسه الشاعر معز ماجد لنا إنّه مختلف عن السائد، والهدف الأساسي التأكيد على أن الشعر لغة كونية وأنّ طابع الانفتاح والتواصل مع العالم ميزة تونسية كبلد منفتح على محيطه ومتواصل مع العالم. كما أن طريقة التنظيم مختلفة مع التركيز على اختيار شعراء حاملين لمشروع ورؤية فالشعر هو رؤية للعالم أولاً.
وسيشارك في المهرجان عدد من الناشرين الذين راهنوا على الشعر وعلى أن يصل للقارئ.
وتأتي استضافة السعودية احتفاءً بالتجربة السعودية في مجال قصيدة النثر في السنوات العشرين الأخيرة التي تحوّلت فيها الاهتمامات النقدية العربية من مصر والشام كفضاءات للريادة النقدية إلى الخليج العربي، خصوصاً السعودية التي تشهد حراكاً شعرياً لافتاً في مستوى التجديد وتطوير القصيدة.