تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من «مهرجان ميزوبوتاميا الثقافي» في مدينة لاهاي الهولندية، بدعم من بلديّتها، غداً السبت وبعد غدٍ الأحد، بعرض فيلم «شجرة الجوز» للمخرج محمد حسين مهدويان، الذي يروي قصة قصف مدينة سردشت الإيرانية بالأسلحة الكيماوية من قبل النظام العراقي السابق عام 1987.الفعاليات هذا العام منوّعة، إذ سيشهد معرضاً للكتاب العربي بالإضافة إلى حفلة موسيقية تحييها فرقة «وِرْد العشق» بقيادة كوروش تيمور زاده، كما وجه دعوات للشعراء العرب ومختلف دول العالم ومن ضمنها هولندا.
المهرجان الذي كرس نفسه في السنوات الأخيرة كأحد أهم الأحداث الثقافية للجاليات المشرقية في أوروبا، يستضيف هذا العام شعراء وروائيين وتشكيليين وموسيقيين من عدة بلدان من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وصرح مدير المهرجان، محمد الأمين الكرخي: «أكملت اللجنة المنظمة للمهرجان جميع استعداداتها، وهيأت جميع السُبل الكفيلة لإنجاحه في دورته الخامسة والتي تحمل اسم الشاعر الكبير مظفر النواب، والتي تشهد برنامجاً يضم الكثير من الفعاليات بجانب الشعر والرسم والسينما وورش كتابة النص للأطفال، فضلاً عن مشاركة دور النشر عبر معرض الكتاب».
وأضاف: «دورة هذا العام تسلط الضوء على الأصوات الشعرية الجديد في أميركا اللاتينية ويشارك فيها الشعراء من دول الأرجنتين، بيرو، المكسيك، أورغواي. كما يهدف إلى إطلاع الجمهور الهولندي على أدب الشرق والجوانب الثقافية لتلك الشعوب والتركيز على الحوار بين الثقافات الهولندية والثقافات الأخرى».
ونوّه الكرخي بأنّ «المهرجان بصدد الإعلان عن طباعة كتاب +زخات بنفسجية في لازورد البحر+، التي تُشَكِّلُ منتخبات من الشعر الهولندي في القرن التاسع عشر، مترجماً إلى اللغة العربية وبدعم من مؤسسة لترفونس، ليتيح للقارئ العربي فرصة الاطلاع على الأدب الهولندي والشعر الهولندي تحديداً».
وسيشهد المعرض، الذي يُقام للمرة الثانية، توقيع عدد من الشعراء العرب والأجانب إصداراتهم الحديثة، منهم العماني زاهر الغافري والسويسري برونو ميرسيه والعراقي عدنان الصائغ ، فيما تحتفي دار نشر «أبجد» وبالتعاون مع مؤسسة المهرجان بصدور مئة كتاب للشاعر والباحث العراقي خزعل الماجدي.
في الرواية، يحضر كل من الروائي الجزائري واسيني الأعرج في حوار مفتوح مع الجمهور، ويوقع العراقي محمد حيّاوي روايته الأخيرة «سفرٌ وحشيّ»، فيما تقرأ الروائية المصرية انتصار عبد المنعم نصوصاً من أعمالها.
على غرار الدورات الماضية، يتضمّن المهرجان قراءات شعرية تنتمي إلى فضاءات جغرافية مختلفة، في دورة هذا العام يشارك أحد أهم رموز الحداثة الشعرية في هولندا آريين داينكر، فيما يقرأ الشاعر الإيراني سيد علي صالحي بعضاً من قصائده عبر تسجيل بالفيديو. ومن أميركا اللاتينية، يحضر كل من خوان كارلوس تاخيس ورامون هانتيس من الأوروغواي وكارين ميفانو من بيرو .
من شعراء هذه الدورة أضيا عبد الرزاق الربيعي وبدر السويطي وهلال كوتا وحسين نهابة من العراق، خالد الريسوني من المغرب، جمانة الطراونة من الأردن، وكل من بيدرو انريكز وايدا كوستا من اسبانيا.
في معرض «للفن لا للحرب»، يعرض المهرجان لوحات لكل من العراقي صفاء سالم اسكندر والإيراني نيما خدايار، يرصد خدايار وجوه وأجساد الأشخاص بحثاً عن شيء آخر يلبي حاجة الإنسان إلى الكمال، بينما يحاول اسكندر ابتكار أشكال فنية جديدة وإعطاء التفاصيل بريقاً مزدوجاً كبديل للحياة اليومية التي استنزفتها الحروب والصراعات الداخلية.
في العروض الموسيقية التي تمت برمجتها لدورة هذا العام، تحضر الموسيقى الإيرانية التقليدية عبر أحد أهم الأصوات الغنائية في المشهد الفني الإيراني تيمور كوروش زاده برفقة فرقته «وِرْدُ العشق». حيث سيكون لجمهور المهرجان موعد مع الموسيقى الكردية والنصوص الصوفية الفارسية والكردية. في اليوم الثاني من المهرجان تقدم فرقة «ديار» بقيادة الملحن والمغني وعازف العود نورس التقي عرضاً يمازج بين الموسيقى العربية والموسيقى الغربية. وقد قام الملحن وعازف الكمان Oene van Geel بترتيب عدة مقطوعات ألفها خصيصاً للفرقة في مواضيع الحب والحرية.