في الذكرى الخمسين لاغتيال المبدع الأديب الفلسطيني غسّان كنفاني (1936ــ 1972/ الصورة)، صدر عن «مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي» كتاب «غسان كنفاني... إلى الأبد» لمحمود شقير، بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية و«ملتقى فلسطين للرواية العربية». يحكي الكتاب جزءاً من سيرة كنفاني، مخاطباً اليافعين واليافعات. يتناول العمل هذه السيرة بكلمات وعيون محمود شقير، وينقل لقطات من حياة الراحل. فيتناول كيف آمن غسّان بأن الأطفال هم مستقبلنا، مستعرضاً مواقف له مع الأطفال وكيف يهتم بهم وبآرائهم وبأهمية صوتهم في الحياة. وتستعرض الرواية حكايات عدة عن غسان يؤكد فيها أهمية اتخاذ المواقف ومعانٍ تُفسر عبارته «لا تمتْ قبلَ أن تكونَ نِدّاً»، بالإضافة للقطات مختلفة من حياته.
تتمشى أحداث القصة مع غسان وحوله، وعن القدس وبيروت ومسيرته، وتحكيها كلها بطريقة أدبية سردية مناسبة للفتيات والفتيان، ليعيشوا فيها قصص غسان ومعه، دون جانبٍ تلقيني مملٍ مباشر. يسرد شقير القصة ببساطة وسلاسة، وتصوّب أعين القرّاء على فلسطين الكبرى التي تشمل كلّ فلسطين، وأن فلسطين هي الماضي والحاضر وأهم ما يأتي هي فلسطين المستقبل والذي يصنعه الشباب والشابات معاً. تقرِّب هذه السيرة غسان كنفاني لليفع وتخاطبهم بشكلٍ مباشر لتذكره، واستعراضه بنمطٍ يلائمهم ويفتح آفاق التفكير والتساؤل والبحث المستمر حول المبدعين الفلسطينيين، وأعمالهم ومواقفهم اليومية وأساليبهم في التعامل مع المواقف التي مرّوا بها.
وبعد صدور هذا الكتاب، ستطلق «مؤسسة تامر» الكتاب بحضور صاحبه، مع قراءات متعددة من مختصين ونقاد هذه السيرة وفي أعمال كنفاني بشكلٍ عام وإنتاجات فنية من أعمال فرق الشباب. كما سيتم إصدار عدد خاص من مجلة «طيف» تحمل هذه المقالات والأعمال الفنية. وستترجم السيرة أيضاً للإنكليزية إلى جانب إصدار كتاب كوميكس مستوحى من كتابات كنفاني. كما وستعمل فرق الشباب على إنتاج مدوّنات صوتية لمناقشة السيرة بالإضافة إلى أعمال غسان. ستوزع هذه السيرة على أكثر من 80 مكتبة مجتمعية في فلسطين، وتُقرأ وتُناقش مع الشباب في هذه المكتبات ومع الفرق الشبابية ضمن «مؤسسة تامر» أيضاً ومع المكتبيات والمكتبيين، في سبيل فتح باب التساؤل والبحث المستمر من أجل تفكير أعمق وأكثر تفكّراً في سيرته ومسيرته، «لنبني عليها الأفكار ومجالات العمل الجديدة ولنعود ونقرأ غسان أكثر فأكثر في سياقه وسياق عمله، وفيما تنعكس أعماله في حياتنا اليوم».