أمس الأحد، غيّب الموت الرئيس السابق لـ «اتحاد الكتاب التونسيين» والأستاذ السابق في كليتي الآداب في سوسة والقيروان والمنتج الإذاعي والناقد الأدبي والناشر التونسي محمد البدوي (1951 ــ الصورة)، بعد معاناة مع المرض منذ أشهر.الراحل من أكثر الأكاديميين التونسيين مواكبة للمشهد الأدبي نقدياً، كما تخصّص في البرامج الأدبية في إذاعة المنستير (رسمية)، فيما مثّلت برامجه ذاكرة أدبية إذ مرّ فيها معظم الأدباء التونسيين والعرب من الذين زاروا تونس كما ترأس «اتحاد الكتاب التونسيين» في فترة صعبة عاشتها البلاد بعد سقوط نظام بن علي بين عامَي 2011 و2014. وكان الفقيد أوّل باحث تونسي يقدّم في الجامعة دكتوراه دولة حول أدب الطفل في البلاد، كما عرف بغزارة إنتاجه.
من أبرز العناوين التي تحتفظ بها المكتبة التونسية، نذكر: «أوهام العقاد في العبقرية» (دار المعارف ــ 1993)، «الأرض والصدى ــ دراسة عن رواية «الأرض» للشرقاوي» (دار المعارف ــ 1997)، «الفينيق ــ دراسة لرواية تلك الليلة الطويلة ليحيى يخلف» (دار المعارف ــ 1997)، «المنهجية في البحوث والدراسات الأدبية» (دار المعارف ــ 1998)، «المنستير أرض من تونس ــ تعريب كتاب قويدو مدينه بالاشتراك مع محمد صالح مزالي» (1999)، «ذاكرة وذكرى، حمد العابد مزالي بين الأدب والتعليم» (2006) و«القيروان بأقلام الشعراء» (2010).
كان البدوي شغوفاً بالنشر إذ أسّس ثلاث دور نشر؛ الأولى كانت باسم «اتحاد الكتاب التونسيين» عندما تولى رئاسته وأسماه «المسار» على اسم المجلة التي يصدرها الاتحاد، والثانية «البدوي للنشر» بالشراكة مع الشاعرة الراحلة نجاة الغرياني، والثالثة «ابن عربي» التي نشر فيها مجموعة من العناوين لكتاب تونسيين وعرب.
ويمثل رحيل الرجل الذي رعى أجيالاً من الكتاب التونسيين في برنامجيه «محراب الكتاب» و«واحة المبدعين» خسارة كبيرة للأدب التونسي الذي فقد ناقداً جاداً وإنساناً نبيلاً محبّاً للناس والحياة. السلام لروحه!