في ذكرى الاستقلال (22 تشرين الثاني/ نوفمبر)، سيقدم الكورال المدرسي في «مؤسسات الامام الصدر» في مدينه صور أداء خاصاً لاحدى اجمل الأغاني الوطنية التي كتبها والفها ووزعها الاخوان رحباني وغنتها فيروز بتوزيع وإعداد موسيقي خاص أنجزه المُلحّن والموزع الموسيقي الفنان والمربي راجي مصطفى، وبتدريب واشراف من أخته المايسترا ديانا مصطفى. إنّها أغنية «لبنان الاخضر» التي سيقوم الكورال بأدائها بالتعاون مع «الاوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية» بقيادة المايسترو اندريه الحاج. العمل على الاغنية كان لابد له من أن يأخذ في الاعتبار ظروف الكورال والاوركسترا التي بطبيعتها الشرقية لا تحوي آلات النفخ النحاسي التي اعتمد عليها الاخوان رحباني في تثبيت اركان الاغنية. ولأن نسخة الأخوين الاصلية يصعب مقاربتها، كان لا بد للتوزيع الجديد من اللجوء إلى تعدد طبقات اصوات الكورال ليعتمد عليه في تلبية الحاجة الى قوة الات النفخ. الأغنية على مقام كرد على درجة LA وهو مشتق من مقام النهوند على درجة Re وكلاهما يتبادلان الأدوار مع مرور لمقام العجم على درجة «فا» عند الكوبليهات.
كلها تسير بالتتابع خلال سير الاغنية على إيقاع مربع 4/4 مع مرور لبعض الإيقاعات المركبة (6/4) من جهه ولإيقاع المقسوم في الكوبليهات من جهه اخرى.
تسير الاغنيه على سرعة العمل معتدلة نسبياً أدت خلاله فتيات الكورال المتميزات الغناء بشكل كورالي مكان الصولو الغنائي بصوت السيده فيروز، وقد تطلب منهنّ ذلك إعداداً خاصاً لانجازه بتهيئتهن لوحدة الصوت وتجانسه هارمونياً من قبل الكورال، وقد تم هذا بنجاح لافت بمرافقة الأوركسترا الشرق عربية بقيادة المايسترو أندريه الحج وقيادة ثانية للكورال بقيادة المايسترا ديانا مصطفى.
تم تحوير العمل الرحباني ليتناسب مع الأوركسترا الشرق عربية فانتقلت اجواء الاغنيه الاصليه التي بمعظمها ذات طابع كلاسيكي غربي مطعم ببعض الآلات الشرقية وخاصة الأكورديون والآلات الإيقاعية الشرقية وما فيها من آلات النفخ النحاسية. أما في حالة الأوركسترا الشرق عربية، فقد تم استبدال آلات النفخ بالتخت الشرقي (أكورديون - ناي - عود - قانون) والتركيز أكثر على الآلات الإيقاعية الشرقية الموجودة.
تمت ايضاً إضافة بعض اللمسات الخاصة بالعمل من ناحية المرافقة الموسيقية الغنائية من جهة وأيضاً من جهة الأكورات التي قام على أساسها التجانس الصوتي في الآلات الموسيقية.
بداية الغناء جائت على شكل آهات توازت فوق بعضها بشكل بوليفوني متجانس ومشابه للأعمال الدينية الكنائسية القديمة بحيث تم أضافة لحن متوازي تحت اللحن الرئيسي لإثراء اللحن وهو يتوسل طابع الهيبة والفخامه .
في نهاية الريفران وعند جملة «لبنان الأخضر» تم مد كلمة لبنان من قبل نصف فريق الكورال لكي تتداخل بها الإعادة بشكل جميل من قبل نصفه الآخر وينتهي الريفران بكلمة لبنان الأخضر بشكل أوكتاف متواز بحيث يؤديها نصف الفريق على القرار ونصف الفريق الآخر على الجواب.
عند إعادة جملة الكوبليه يبرز أداء لصوت بوليفوني متجانس على البعد الثالث في أعلى اللحن الرئيسي لإضفاء جو آخر من العيبه على اللحن لاثرائه وإبعاده عن الملل والروتين في الإعادات.
في الفاصل الموسيقي تتبع الفتيات إيقاعاً ثابتاً بالأرجل مثل الخطى العسكرية لإضافة زخم إيقاعي مضاف.
تم اجراء التعديل على الهندسة الصوتية في الاستديو بعد التسجيل المحترف والمباشر في المسرح مثل التعديل في بعض الترددات الصوتية وتحسينه . كما تم إضافة ريفيران على هذا العمل واعتماد الأكوستيك الخاص بالقاعات الكبيرة وبعض التغييرات الإضافية أيضاً لتحسين إضافي في جودة الصوت لهذا العمل.
دائماً يثبت كورال مدارس مؤسسات الامام بأنّهم حاضرون عندما يغيب الآخرون. إنّه دليل جهوزية لا يخفى على اللبيب ولا المتابع لنشاط هذا الكورال المميز بالنشاط والكفاءة والحضور الوطني والفكري والاجتماعي