بعد حلّ الخلاف بين «النادي الثقافي العربي» و«نقابة اتحاد الناشرين في لبنان»، بيروت على موعد اليوم مع أحد أهم الأحداث الثقافية التي تُقام منذ أكثر من خمسة عقود. برامج ثقافية، تواقيع كتب، فعاليات، ولقاءات فكرية وأدبية وهويات وتيارات مختلفة ومتنوعة تجتمع سنوياً في مساحة واحدة. حتى الساعة، لا تزال تحضيرات الدّور المشاركة مستمرّة، لكن لم تخلُ الأجواء من الاحتجاجات على خلفية المساحات وتقليص عدد الأمتار الممنوحة لدور كبيرة لم تغب عن المشاركات السابقة. في حديث لـ «الأخبار»، اعتبر مدير عام «دار الولاء» الشيخ حسين خليفة أن ما يجري هو محاولة استبعاد دور النشر الإسلامية، ذلك أنّ حاصل الأمتار المطلوب للدور مجتمعةً، يصل إلى ما يقرب من 570 متراً، لم تُعط الدور منها إلا 154. هكذا، لجأت الدور بما فيها «دار الولاء»، «المحجة البيضاء»، «دار البلاغة»، و«دار المودة» ومراكز الأبحاث والمؤسسات، إلى التلويح بالمقاطعة. يشير خليفة إلى أنّ النادي الثقافي واتحاد الناشرين قد اتفقا على حساب دور النشر، مؤكداً أن الدور الإسلامية تمتلك رخصاً للنشر، ما يمنحها كامل الحق في المشاركة ولا يحق لأي جهة محاولة استبعادها أو انسحابها. ذلك أنّ تقليص المساحة من 25 متراً إلى تسعة أمتار، هو فعل مقصود فيه تهميش لهذه الفئة. ويضيف أنّ اتحاد الناشرين الإماراتيين والقطريين والسعوديين حصل على 18 متراً. أما الدور الفرنسية، فقد حصلت على نصف مساحة المعرض. وعند الوصول إلى مساحات الدور الإسلامية، تبدأ الذرائع بدايةً من الأضرار التي خلّفها انفجار المرفأ في مساحات القاعة، وصولاً إلى المساحة المعطاة للفرنسيين، عدا اللامبالاة في التواصل مع بعض الجهات عبر البريد الإلكتروني كـ «مؤسسات الإمام الصدر» التي تكون مشاركتها معنوية عادةً نظراً إلى تصنيفها كمؤسسة ثقافية بحسب اليونسكو.على خلفية ما حدث السنة الفائتة من مشكل فردي وتعدٍّ على جناح «دار المودة» بسبب وجود صورة لقاسم سليماني، وفي محاولة لتسييس ما جرى، يعتبر خليفة أن ثمة جهات تحاول استغلال ما حدث لصالحها كي تضغط على المعنيين للتصرّف مع دورهم بهذه الطريقة، على اعتبار أن المشهد العام الذي طغى على المعرض خلال الدورة السابقة التي أقيمت في آذار (مارس) ومقاطعة الدور الوازنة وإصرار الدور الإسلامية على المشاركة، عوامل «شكّلت استفزازاً لبعض اللبنانيين الذي طالبوا ــ بالبلطجة والاعتداء ـــ بإعادة هوية بيروت».