يُتوقع أن يعلن منظمو «غولدن غلوب» اليوم قائمة الترشيحات للجوائز التي توزّع في مطلع السنة المقبلة، آملين في فتح صفحة جديدة بعدما تعرّضت النسخة الأخيرة لمقاطعة الأوساط السينمائية بسبب فضائح فساد وعنصرية وتحيز جنسي طاولَتها ودمّرت سمعتها ومكانتها وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس». ويشكّل توزيع هذه الجوائز بداية موسم المكافآت السينمائية في الولايات المتحدة، وكانت في العادة الأكثر استقطاباً للمشاهدين بعد احتفال توزيع جوائز الأوسكار. لكنّ رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود التي تتولى مهمة لجنة التحكيم في «غولدن غلوب» تواجه أزمة كبيرة منذ ما كُشف في مطلع سنة 2021 عن ممارساتها المشبوهة.
وأقيم الاحتفال الأخير لتوزيع جوائز «غولدن غلوب» في كانون الثاني (يناير) الفائت من دون جمهور، ولم تُنقَل وقائعه تلفزيونياً. وتأمل الرابطة في أن تكون الإصلاحات المدروسة التي أعلنتها وسيلة لإنهاء مأزقها وإعادة الزخم إلى هذه الجوائز العريقة في النسخة الثمانين من احتفال توزيعها. ووافقت شريكتها التاريخية محطة «ان بي سي» على أن تعاود في 2023 نقل الحدث الذي يقام في 10 كانون الثاني في بيفرلي هيلز. وتتجه الأنظار إلى مدى استعداد النخبة الهوليوودية لإعادة الاعتبار إلى «غولدن غلوب»، ومدى استجابة النجوم المرشحين الدعوة لحضور الاحتفال.
ومن أبرز الذين يُحتمَل مِن الآن تغيبُهُم توم كروز الذي حقق فيلمه «توب غن: مافريك» إيرادات كبيرة، وبرندن فرايزر الذي لقي أداؤه في دور الأستاذ السمين المنعزل في منزله في «ذي وايل» (The Whale) استحساناً. فتوم كروز أعاد إلى الرابطة جوائز «غولدن غلوب» الثلاث التي فاز بها تعبيراً عن احتجاجه على الفضائح التي أثيرت في شأنها. أما فرايزر فسبق أن نبّه إلى أنه سيقاطع الاحتفال في حال كان مرشّحاً. وفي حديث إلى مجلة «جيه كيو» (GQ)، قال فرايزر الذي يتهم الرئيس السابق للرابطة بالاعتداء عليه جنسياً عام 2003 «سبب (المقاطعة) هو تاريخي معهم، ووالدتي لم تُربِّني كمنافق».
وكان الرئيس السابق للرابطة فيليب بيرك المقصود بهذا الاتهام لكنه ينفي صحته، أقيل من الرابطة لوصفه «حياة السود مهمة» بأنها «حركة عنصرية بغيضة».
وجاءت إقالته في الربيع بعد عام حافل بالمشاكل بالنسبة إلى الرابطة، التي غرقت في فضائح فساد أعضائها ووُجِهَت إليها الانتقادات بسبب افتقارها إلى التنوع.
ومنذ بروز هذا الجدل، بادرت الرابطة إلى اتخاذ مجموعة إجراءات من أهمها تجديد صفوفها عبر ضمّ 103 أعضاء جدد إليها. وباتت نسبة النساء في لجنة تحكيم «غولدن غلوب» 52 في المئة، فيما أصبح الأعضاء المنتمون إلى الأقليات العرقية يشكّلون 51,5 في المئة. كذلك منعت الرابطة أعضاءها من قبول أي هدايا فاخرة أو اي إقامات فندقية مدفوعة بالكامل من الاستوديوهات السينمائية التي تسعى إلى كسب أصواتهم لاختيار أفلامها. وقالت رئيسة الرابطة هيلين هون لمجلة «هوليوود ريبورتر» إنّ الرابطة باتت مختلفة عما كانت عليه سابقاً.
لكنّ بعض الأوساط الهوليوودية تشكّ في أن تنجح الرابطة في مسعاها. وفي تموز (يوليو) الفائت، أعلنت الرابطة وهي منظمة غير ربحية، أنها قررت إسناد تنظيم الاحتفال إلى شركة أسسها الملياردير الأميركي تود بوهلي. ويلحظ الاتفاق مع الشركة تخصيص راتب سنوي لأعضاء الرابطة.
وبصرف النظر عن تلك الاعتبارات، تُصدر الرابطة الاثنين قائمة ترشيحات الأعمال السينمائية والتلفزيونية لجوائزها، وهي تتميز عن الترشيحات لجوائز الأوسكار بأنها تفرّق بين فئتين رئيسيتين هما الأعمال الدرامية وتلك الكوميدية أو الغنائية. ويُعتبر The Fabelmans المستوحي من طفولة مخرجه الأميركي ستيفن سبيلبرغ الأوفر حظاً لنيل جائزة أفضل فيلم درامي.
ومن المتوقع أن تشمل الترشيحات أيضاً تتمة فيلم «توب غن» لتوم كروز، وفيلم «إلفيس» للمخرج الأسترالي باز لورمان عن سيرة ملك الروك أند رول الشهير، والفيلم الروائي «ويمن تاكينغ» (Women Talking) الذي يتناول نساء تعرضّن لاعتداءات جنسية في إطار مجموعة دينية.
أما على الجانب الكوميدي ، فيتوقع أن ينافس على الجائزة فيلم «إيفريثينغ إيفريوير آل أت وانس» الذي تجسّد فيه ميشيل يوه شخصية أمً غارقة في المعاملات البيروقراطية والمشاحنات اليومية تنغمس فجأة في أكوان موازية، وكذلك الجزء الجديد من سلسلة «غلاس أونيون» من بطولة دانيال كريغ في دور مُحقق و«ذي بانشيز أوف إينيشيرين» الذي يتولى فيه كولين فاريل الدور الرئيسي.