كذلك، وجهت اللجنة رسالة معاصرة عن «تفاهة الشر»، من خلال منح جائزتها الكبرى إلى البريطاني جوناثان غلايزر عن فيلمه «ذي زون أوف إنترست» الذي يدور حول الحياة اليومية لقائد عسكري في معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز. ومُنحت جائزة أفضل إخراج لتران أنه هونغ عن فيلمه «لا باسيون دو دودان بوفان» المتمحور حول فن الطهي الفرنسي مع بونوا ماجيميل، فيما فاز فيلم «فالن ليفز» للفنلندي أكي كوريسماكي بجائزة لجنة التحكيم.
حضور قوي للسينما الأفريقية وعودة أساطير هوليوودية
ومُنحت جائزتا أفضل أداء تمثيلي للياباني كوجي ياكوشو عن دوره في فيلم «برفكت دايز» لفيم فيندرز، وللتركية ميرفه ديزدار عن دورها في فيلم «عن الأعشاب اليابسة» (Kuru Otlar Ustune) لمواطنها نوري بيلجه جيلان.
وقبل تسليم جائزة أفضل سيناريو ليوجي ساكاموتو عن فيلم «مونستر» للمخرج كوري إيدا، وجّه الممثل الأميركي جون س. ريلي على المسرح تحية «لجميع الذين يكتبون ويصنعون أفلاماً عظيمة»، في خضم الإضراب المستمر لكتّاب السيناريو في هوليوود.
وأبعد من الجوائز، فإنّ حفلة اختتام المهرجان التي قدّمتها كيارا ماستروياني طوت صفحة النسخة السادسة والسبعين من الحدث التي ترأستها للمرة الأولى إيريس كنوبلوك، التي أمضت معظم مسيرتها المهنية في استوديوهات «وارنر».
وقد طُبعت هذه الدورة خصوصاً بالجدل الذي رافق عودة جوني ديب إلى صدارة المشهد السينمائي من بوابة المهرجان، بعد المحاكمة الصاخبة التي تواجه فيها مع طليقته أمبير هيرد بسبب اتهامات متبادلة بالعنف الأسري، فضلاً عن الحضور القوي للسينما الأفريقية، وعودة أساطير هوليوودية إلى الكروازيت.
وتميّزت هذه الدورة أيضاً بحضور كوكبة من نجوم هوليود إلى الريفييرا الفرنسية للمشاركة في المهرجان: مارتن سكورسيزي الذي قدّم مع النجمين ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو أحدث أفلامه، «كيلرز أوف ذي فلاور مون»، وهاريسون فورد الثمانيني الذي صعد درج المهرجان في مناسبة عرض أحدث أفلام «إنديانا جونز»، حيث ودّع شخصية عالم الآثار الشهير، وأيضاً الممثلة جين فوندا والمخرج كوينتن تارانتينو اللذان تحدث كل منهما عن السينما ومسيرته الشخصية.