مساء أوّل من أمس السبت، قدّمت المخرجة أمينة الدشراوي في مدينة الكاف شمال غرب تونس العرض الثاني لمسرحية «شَعلة» المقتبسة عن مسرحية «الدّرس» ليوجين يونسكو.المسرحية التي أنتجها «مركز الفنون الدرامية الركحية» بتطاوين جنوب شرق البلاد، أثارت في عرضها الأوّل قبل أسبوع في «المسرح الوطني» في العاصمة تونس جدلاً كبيراً، إذ اقتحمت الدشراوي منطقة ممنوعة في الحياة الجامعية ومحاطة بكثير من الخوف بسبب الرغبة في الحفاظ على «هيبة الجامعة».
انطلقت الدرامتورج والمخرجة التونسية من حكاية بسيطة أصبحت تتكرّر كثيراً في السنوات الأخيرة في رحاب الجامعة، وهي موضوع لعدد من القضايا سواء في الفضاء الجامعي (التتبعات الإدارية) أو في مجال القضاء، إذ تعاني الطالبات من التحرّش والابتزاز على يد جامعيين.
«شَعلة» (هيفاء الكامل)، طالبة علم الاجتماع قادمة من وسط ريفي محافظ، تطلب مساعدة «الأستاذ» (منير الخزري) لمعرفة أسباب نتائجها الدراسية الضعيفة. فما يكون من «الأستاذ» إلا أن يشترط إقامة علاقة معها مقابل تحسين وضعها.
الصدمة التي تعيشها الطالبة الفقيرة والخجولة، تدفعها إلى فضح «الأستاذ» لدى الهيئة العلمية ليتم فصله، فيعاني من انهيار نفسي.
يراوح العمل بين سطوة «الأستاذ» وانهياره، وضعف وهشاشة «شَعلة» وثورتها. وقد اختارت المخرجة سيونوغرافيا وأضواء تترجم لحظات تردّد الإنسان بين الضعف والثورة، إذ في لحظة تتحوّل «شَعلة» إلى «شُعلة» من الغضب والانتقام لكرامتها والجرح النفسي المترتّب عن أن يكون جسدها موضوع مقايضة!
هذه المسرحية التي يتوقّع أن تكون من العروض الأساسية في موسم المهرجانات هذا الصيف، اخترقت جدران الصمت التي كانت معظم الطالبات من ضحايا التحرّش الجنسي يلتزمنه. وهي مصنّفة ضمن مظاهر الفساد الجامعي كما صنفها بعض الجامعيين ممن تابعوا العرض الأوّل، كما يتوقع أن تحتفي بها الناشطات النسويات اللواتي تمثّل لديهن هذه القضية أولوية.