اختُتمت مساء أمس الثلاثاء النسخة الرابعة من «أيّام قرطاج للفن المعاصر» في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي بتكريم الفنّان التشكيلي أمحمد مطيمط (1938 ــ 2011) رائد النسيج الفني في تونس والذي يُعدّ أحد روّاد الفن التشكيلي ومن أوائل خرّيجي «مدرسة تونس للفنون الجميلة».تكريم وزارة الثقافة لمطيمط تزامن مع فضيحة هزّت الرأي العام الثقافي، إذ اكتُشف أنّ بلدية مدينة القصرين (وسط غرب) التي تسيطر عليها «حركة النهضة» الإخوانية منذ عام 2011 تعمّدت ركن النصب الفني الذي أنجزه الفنّان الراحل سنة 1993 في مكان معزول بعيد عن أنظار المارّة، تحوّل إلى مكبّ للنفايات منذ عام 2013 وقد تجنّد الرأي العام الثقافي لكشف حقيقة ما ارتكبته البلدية.
بدورها، أصدرت وزارة الثقافة كتاباً فنيّاً فاخراً من إعداد أميرة، ابنة مطيمط، خرّيجة «المعهد العالي للفنون الجميلة» في تونس. يتضمّن الكتاب رسوماً ولوحات نادرة لمطيمط الذي تنقّل بين مختلف محامل الرّسم واستعمل كل التقنيات.
نكتشف في هذا الكتاب مطيمط شاعراً يكتب بالألوان، مؤرّخاً للحياة اليومية في حقول الزيتون وواحات النخيل في الجنوب التونسي ومراكب الصيادين في شواطئ جرجيس وجربة، كما رصد أعراس الجنوب وجمال النساء البدويات وهنّ في زينتهن.
مطيمط «آخر الكلاسيكيين»، كما وصفه الناقد والرسّام عمر الغدامسي، لكنّه أيضاً مفرد في صيغة الجمع على حدّ عبارة أدونيس. وسيتم إحياء مهرجان كان أسّسه في مدينته جرجيس عاصمة الزياتين، على أن يحمل اسمه في أوّل لفتة رسمية لهذا الرسّام الذي تجاوز في رسومه الصورة الاستشراقية لحياة البدو والفلاحين التي كانت غارقة في الفولكلور ليجعل منها لوحات نابضة بالحياة.
فبعد 12 عاماً من رحيله، يعود أمحمد مطيمط إلى الواجهة كفنّان مؤسّس ومبدع أكبر من النسيان.