تجسد نادين لبكي في فيلم «القصبة تهتز» دور مريم المهووسة بعمليات التجميل التي تمضي أيامها ضجرة من علاقتها الزوجية ومسؤولياتها العائلية، فتهرب إلى الكحول. تقول المخرجة والممثلة اللبنانية عن دورها بأنّه «عادة في مجتمعاتنا، لدينا نظرة قاسية إلى هذا النوع من النساء اللواتي يلجأن إلى العمليات التجميلية، ويبالغن في الاهتمام بشكلهن الخارجي، لكن ليس بالضرورة أن يعبر ذلك عن السخافة.

معظم هؤلاء النسوة يعانين من ألم كبير. أنا لديّ فضول لفهم أكثر هؤلاء النساء وسبب تصرّفهن بهذه الطريقة.
ما هو الجرح الذي يخفينه. هل لديهن مشكلة مع الذات؟ مريم غريبة في تصرفاتها وتحمل نقمة تجاه كل شيء، على أختها وعلى زوجها والمجتمع.
عادة، يصبح الشخص كذلك عندما يصاب بخيبة أمل. هناك تناقض كبير بين الأشياء التي كانت تحلم بها والأشياء التي تسمح لنفسها بفعلها بسبب المجتمع ونظرة الآخر، وهي تلجأ إلى الكحول.
وهذا غير مألوف أن نرى امرأة مدمنة على الكحول في فيلم عربي بالأخص.
لا أدري إذا نجحت في التعبير بطريقة مقنعة عن أبعاد هذه الشخصية وتناقضاتها. حتى الآن، لست مقتنعة تماماً بطريقة تمثيلي، وأفكر أنّ هناك مشاهد كنت أديتها بطريقة مختلفة. لكنني اختبر وأتعلم عبر التجربة».
لكن إلى أي درجة تتلاقى أعمال لبكي مع أعمال المراكشي في العالم النسائي الذي تصوّره المخرجتان؟ تجيب صاحبة «وهلأ لوين»: «أكيد أنّ هناك تساؤلات عن المرأة في المطلق، لكن كل واحدة منا تتعامل مع هذه التساؤلات بطريقة مختلفة، لكنها ذاتها في النهاية. الخوف نفسه، والشعور نفسه والتناقضات ذاتها.

تشارك في فيلم كزافيه
بوفوا «ثمن المجد»

كلنا نعيش هذا التناقض الكبير كنساء بين ما نحلم به، وما نسمح لأنفسنا بأن نكونه.
نحن نتلاقى حول هذا الموضوع وحول ثقل نظرة الآخر والمجتمع والعائلة».
أخيراً، نسأل مخرجة «سكر بنات» عن مشاريعها الجديدة، فتكشف أنّها «تشارك تمثيلاً في فيلم المخرج الفرنسي كزافيه بوفوا «ثمن المجد»، مضيفة: «أحترم كزافيه كمخرج وأحب عمله كثيراً. اقترح علي دوراً صغيراً في فيلمه وقبلت، لأنني أريد أن أختبر تجارب أخرى، وأرى طريقة عمل غيري من المخرجين. نحن في لبنان ليس لدينا للأسف فرص لخوض تجارب مهمة قبل أن ينجز المخرج عمله الخاص.
نخترع طريقة إخراج تناسبنا، لكن هذا لا يعني أنّها بالضرورة الطريقة الصحيحة. بالنسبة إليّ، من المهم أن أعمل مع مخرجين احترم طريقة عملهم وكممثلة أجلس وأراقب كيف يعملون.
كما أعمل على فيلم بعنوان «ريو أحبك» من إخراجي وكتابتي بالاشتراك مع زوجي خالد مزنر ورودني الحداد وهو من تمثيلي. إنّه فيلم مركب من عشرة أجزاء، حيث كل جزء أنجزه مخرج مختلف. وسيعرض الشريط في الصالات اللبنانية الشهر
المقبل».



Rock the Casbah: صالات «أمبير» (1269)، «غراند سينما» (01/209109)