حاملاً عوده، واضعاً البيريه، وتاركاً لحيته التي كساها اللون الأبيض، مختزناً سنوات من النضال ومحطات انتصار وهزيمة وإحباط وأمل، يكمل سامي حوّاط (1956) طريقه مع الشيوعيين واليساريين، في كل جيل، منذ ما قبل الحرب حين بدأ عام 1974 وعُرف مغنّياً الى جانب زياد الرحباني وممثلاً في مسرحياته، الى ما بعد الحرب الأهلية، العصر الأشد إحباطاً من مرحلة الحرب.
عيد عميد الأحزاب في لبنان هو عيد لدى سامي حوّاط أيضاً. يتكلم عن المناسبة بحماسة طفل ينتظر العيد «هذا فكر، والفكر يبقى بغضّ النظر عن المسلك والتنظيم.
أنا ما زلت مقتنعاً بهذا الفكر وأحاول تطبيق الحدّ الأدنى منه». سامي والعود صديقا اليساريين، في الشارع وعلى خشبة المسرح وفي الجلسات المنزلية حين خفت فيها صوت الحناجر وعلا صوت الرصاص. سامي هو أيضاً صوت الوضع الاجتماعي لليساري اللبناني. لسان حاله «بحبِك بلا ولا شي»، و»لا تسألني عن ديني مديون وعايف ديني»، و»حضرتنا من الرأي العام صوت اللي ما إلهن صوت». في الليلة (1/11) التي يشارك فيها سامي الشيوعيين عيدهم التسعين، سيقدم مع فرقته «الرحّالة» عناوين جديدة من كلامه وألحانه مثل «لا تهمليني»، بالإضافة الى أغنية من كلمات جورج يمين «لف الضباب الجبل، غطى على الوادي، ضيعت بيتي وأخ رح ضيّع بلادي». حين تلتقي بسامي، تخبره عن مواجهتك موقفاً مزعجاً بسبب لحية، ينفخ ويخفض رأسه ويردّ بأن «حتى أيام الحرب لم نواجه هذا التطرّف». لكنه يستدرك: «ونحن (اليساريون) أيضاً مخطئون، كان هناك جوّ جامع لأفكارنا وطروحاتنا لم نحافظ عليه». يعتب لأن اليساريين يلتهون بانتقاد بعضهم البعض «إذا نحنا ضد بعضنا، فإذاً نحنا مع مين؟ ومين معنا أصلاً». يريد سامي أن يقول للرفاق «كفى تضييعاً للوقت والالتفات الى من ترك الخط ومن غادر ومن ابتعد. لنكمل مع من بقي معنا ولننسَ من تركنا» كأنه يعود ليذكّر بالعنوان الذي اختاره في عيده التسعين «منمشي ومنكفي الطريق». لا يبدو سامي كالعديد من يساريي جيله الذي أصابهم اليأس والإحباط. على العكس، يبدو أكثر حماسة وطاقة. يحاول نقل هذا الأمل عبر الفن الى قريته زبدين وأطفالها وشبابها بعدما ابتعد عنها خلال الحرب. ويستمر في إطلالاته مع فرقته «الرحّالة» وكتابة وتلحين أغنيات ورسائل جديدة لليسار ولغير اليسار، ويصرخ «بلادي ولن أرحل».

سامي حواط: 20:30 مساء الأحد 1 ت2 (نوفمبر)
كل الاحتفالات والندوات تقام في «قصر الأونيسكو»