جوزيف عبدالله
رحيل جاك فيرجيس محزن لنا حتى الموت. منذ سنوات، كان في ضيافة ميشال إلفتريادس في «ميوزكهول» التي غصّت بالحاضرين للاستماع إلى تجربته الحقوقية. كان لا بد له وهو في وطن الأسير جورج عبدالله من أن يأتي على ذكره. دمعت عيناه وتهدج صوته، وسط دهشة الحضور وتصفيقه، وهو يتحدث عن هذا الأسير الذي تربطه به علاقة وجدانية تتجاوز علاقة المحامي بموكله. محامي ونصير المضطهَدين من كل الأصناف آلمه جداً بقاء هذا المناضل في الأسر كل هذا الزمن الطويل. في مطلع هذا العام، بدأ الموت يدب بخطواته الأولى باتجاه فيرجيس. كان ذلك في لحظة وُضعت فيها قضية جورج عبدالله على مفصل الإفراج عنه أو إبقائه في الأسر. خاض فيرجيس، وهو في أواخر أيامه، صراعه مع الظلم العالمي اللاحق بجورج.

وقف فيرجيس منفرداً تقريباً، ما خلا مجموعات «الحملة الدولية للإفراج عن الأسير جورج عبدالله» في وجه باراك أوباما والإدارة الفرنسية وتواطؤ الإدارة اللبنانية. وكلما كان الموت يقترب منه، كانت تزداد حسرته وخشيته من بقاء جورج خلف القضبان. ولعل هذه الحسرة سرّعت في موته، ما يجعله شهيد النضال التطوعي لثلاثة عقود من أجل الإفراج عن جورج عبدالله.
المجد لروح هذا الفارس، رحل وفي قلبه حسرته بأن يعانق جورج في رحاب الحرية.

* شقيق الأسير اللبناني جورج عبدالله