بصوت يغتاله الحزن، يصرخ أحد الشباب المقرّبين من «هيئة التنسيق» المعارضة في حديث مع «الأخبار» قائلاً: «لن يطلقوا سراح عدنان الدبس ولن يتركوا الدكتور عبد العزيز الخير وشأنه. لولا الحملة الإعلامية المكثّفة التي ضغطت من أجل إطلاق سراح الفنان يوسف عبدلكي، لما فعلوا ذلك، لأنّهم يخافون الأصوات المسالمة أكثر مما يخافون المسلحين».
بالفعل، فالحملة الإعلامية التي رافقت خبر اعتقال يوسف عبدلكي لا تشبه غيرها، إذ أصدر نحو 1000 مثقف عربي وأجنبي بياناً يطالب بالإفراج الفوري عن التشكيلي السوري المعروف، كما أُطلقت أكثر من صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي للدفاع عنه وعن باقي معتقلي الرأي.
خبر اعتقال عبدلكي جاء صادماً للمثقفين السوريين والعرب، خصوصاً أنه رفض مغادرة سوريا، معتبراً أنّه «في لحظة منتظرة كهذه اللحظة، لا يجوز أن ندير ظهرنا، والبيت يحترق». وكانت صفحة «أبيض وأسود بالأحمر» على الفايسبوك التي خُصصت للدفاع عن عبدلكي، قد نشرت عشرات الملصقات لتشكيليين عرب تضامنوا مع الفنان السوري فيما انفردت صفحة «الحرية للفنان التشكيلي يوسف عبدلكي» بنشر أول صورة له محاطاً بأصدقائه لحظة إطلاق سراحه أمام قصر العدل في قلب دمشق أمس ممهورة بجملة «النور يعشقك والظلمة تخشاك».
وقبل ساعات قليلة من إطلاق سراحه، نشرت الصفحة خبراً مفاده «يوسف عبدلكي بخير وبمعنويات وصحة جيدة، سيخرج كما دخل شامخاً حراً عزيزاً كريماً، في انتظار خروجه من قصر العدل، مبروك لنا. والحرية لعبد العزيز الخير ورفاقه ولمعتقلي الرأي جميعاً». هكذا، واكبت الصفحة التي انضم إليها حوالي 2100 متابع، من بينهم تشكيليون ومصوّرون ومناضلون وناشطون مدنيون، آخر معطيات وظروف اعتقال الفنان الشهير، إضافة إلى نشرها أعمالاً أُنتجت خصيصاً للفنان السوري. كما نشرت زوجته المخرجة السورية هالة العبد الله مقاطع من أفلامها للمناداة بحريته وحرية جميع معتقلي الرأي.
مع انتشار خبر إطلاق سراحه أمس، سرعان ما تحوّلت هذه الصفحة إلى منبر للتعبير عن الفرح في صفوف رفاق وأصدقاء ومعجبي الفنان. والبداية كانت بتعليق استوحاه «آدمن» الصفحة من أعمال عبدلكي قال فيه: «كما جسدت في لوحاتك الكثير منّا، وفي سجنك جسّدت اعتقال البلاد، وقد عاد الطير طليقاً حراً كما كان دائماً، تاركاً وراءه القفص فارغاً». وأضاف متابع آخر بقوله: «هو حرّ، كما كان دائماً رافعاً الرأس منتصب القامة، أبياً، أميناً لناسه وبلده، مخلصاً لقضايا الإنسان، معجوناً بقضايا الحق والخير والجمال، هنيئاً له خلاصه من الظلمة، هنيئاً لنا بوجوده بيننا. الحرية لرفيقه عدنان الدبس، الحرية لرفيقه عبد العزيز الخير ورفاقه الباقين والحرية للأحرار جميعاً».