عكّا | «أشعر بالنصر، خصوصاً أنّ القضيّة أخذت أبعاداً كبيرة بعد تورّط شركة كبيرة بالرقابة على الفنون» تقول لاريسا صنصور لـ«الأخبار». الفنانة البصريّة الفلسطينيّة الشابّة ودّعت العام الماضي بهدف سجّلته في مرمى شركة «لاكوست» ضمن قضية شغلت الرأي العام العربي والعالمي لأيام. «هذه ليست المرة الأولى التي تمارس فيها شركة رقابة على الفنون، لكن في الحالة الفلسطينية، لا تعود القضية قضيّة حريّة تعبير فقط، بل قضية حريّة بالمطلق»، تقول. بعد أيام قليلة على رفع العلم الفلسطيني في مقر «الأونيسكو» (باريس)، تفجّرت في الصحف قضيّة إلغاء شركة «لاكوست» الفرنسية لترشيح صنصور (القدس/ لندن) لجائزة تمنحها بالتعاون مع متحف «إيليزيه/ لوزان» السويسري، بحجة أن عملها الفنّي «منحاز جداً لفلسطينيين».
المفارقة أنّ مشاركة صنصور في جائزة «لاكوست/ إيليزيه 2011»، جاءت في الأصل بعدما رشحتها «لاكوست» نفسها، وقدّمت لها منحة لتجهيز ملف من الصور كنماذج عن عملها الفنّي «مبنى الدولة» وتقديمه إلى لجنة التحكيم. وبعد الموافقة على الصور في تشرين الثاني (نوفمبر)، وإضافة اسمها إلى كلّ المنشورات المتعلقة بالمسابقة، فوجئت صنصور بسحب مشروعها من عدد مجلة الفنّ المعاصر «آرتريفيو» المخصص للتعريف بالمرشحين للجائزة. تخبرنا صنصور أنّ المتحف السويسري أبلغها أنّ مسؤولاً في «لاكوست» (لا أحد يعرف اسمه) طلب إزالة اسم صنصور من قائمة المرشحين، ليس لأن عملها الفنّي «ضد إسرائيل»، بل لأنه «منحاز للفلسطينيين أكثر من اللازم». علامة «التمساح» لم ترغب في أن يعرف الجمهور بهذه القصة، فطلبت من صنصور توقيع ورقة تقرّ فيها أنّ انسحابها من المسابقة جاء بهدف «البحث عن فرص أخرى». «أحسست بإهانة مضاعفة لطلبهم مني توقيع تلك الورقة، كأنّهم يطلبون التغطية على قرارهم الرقابي على عملي»، تقول.
تفاصيل المنع أثارت موجة غضب في صفوف الجمهور والفنانين ووسائل الإعلام حول العالم، وتمّ تنظيم تظاهرة تدعو إلى مقاطعة «لاكوست» في باريس. وكانت نتيجة هذه التحرّكات إلغاء الجائزة من أساسها، ووقف التعاون بين «متحف إيليزيه/ لوزان» وشركة تصنيع الملابس. وأعلن المتحف في بيان دعمه لصنصور.
بعد انقضاء العاصفة، ستواصل صنصور العمل على مشروع «مبنى الدولة»، وهو عبارة عن فيلم خيال علمي قصير يعرض «دولة فلسطين» التي تحولت إلى ناطحة سحاب. يجمع الشريط التركيبي، بين الفيديو، والصور الفوتوغرافيّة، وترى صنصور أنّ تنفيذ المشروع اكتسى أهمية أكبر الآن بعد كل هذا الجدل الذي أثاره.