تميزت بمشاركاتها في معارض جماعية في سلطنة عمان، قبل أن يبرز اسمها في مسابقات عالمية للتصوير الفوتوغرافي المفاهيمي. هكذا، حصدت لقب «فنان الفياب 2011» من «الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي» (FIAP). بعد مشاركتها اللافتة في معرض «اتحاد المصورين العرب» العام الماضي في الشارقة، يستضيف «دار المصوّر» (الحمرا ـــ بيروت) ناديا العمري في معرض يضم عشرين صورة تحت عنوانRhyme of The Soul أو «قافية الروح». يندرج المعرض ضمن مبادرة «12ع12» التي أطلقتها «جمعية مهرجان الصورة ـــ ذاكرة» عام 2012 بهدف تشجيع المصوّرين الشباب في لبنان والعالم العربي.
في كل لوحة امرأة، أو ربما في كل امرأة لوحة. هذا ما تراه بعد التجوال بين أعمال الفنانة العُمانية الشابة. لقطات لنساء وحيدات بهيئات ضبابية مازجت فيها المصوّرة بين الضوء واللون والحركة، مستعينةً بلمسات التكنولوجيا الرقمية في صور تحاكي الأعمال الفنية التشكيلية بخطوطها ومسحاتها الخيالية.
ولدت العمري (موسكو ــ 1989) لأب عماني وأم روسية، وعاشت طفولتها في روسيا قبل أن تستقر العائلة في مسقط مطلع الألفية الثالثة. دخلت عالم التصوير منذ أربع سنوات فقط بعدما حصلت على كاميرا هديةً في عيد ميلادها التاسع عشر. حينها، اكتشفت حبها لذلك الفن، ما دفعها إلى تلقّي دروس في «نادي التصوير الضوئي» في عُمان. وبين 2009 و2011، حصدت جوائز عدة في مهرجانات تصوير عربية بين عمان والأردن، والسعودية وقطر، والأرجنتين، وفرنسا، والدانمارك، وإسبانيا والنمسا. اليوم، تعمل ناديا في «نادي التصوير الضوئي» في عمان، حيث تدير حصصاً تدريبية حول التصوير المفاهيمي وتكوين العمل الفوتوغرافي.
في «قافية الروح»، مزيج غريب بين الضوء واللون والحركة في لقطات يظهر فيها الجسد الأنثوي متحركاً ومتحرراً برقصات تمزج بين النشوة والألم.
تبرع العمري في توأمة خياراتها اللونية بلغة الجسد التي لم تقتصر فقط على حركة العارضة، بل شملت أيضاً حركة الكاميرا نفسها. استعانت المصوّرة في مجموعتها بالتكنولوجيا الرقمية، مضيفة إليها بُعداً خيالياً، ما أضفى قوة على الصور التي مثّل الجسد فيها فكرة الوجع أو الولادة، وهو أثر جاء بشكل أضعف في صور أخرى، حيث ظهرت المرأة بملامح رومانسية ـــ طفولية هي أقرب إلى بطلات قصص «ألف ليلة وليلة» وقصص عالم الفانتازيا. ولعل وحدة الفكرة وتكرارها في صور «قافية الروح» كادا يخلقان مناخاً من الرتابة، لولا حضور أربعة أعمال فوتوغرافية إضافية هي من ثلاث مجموعات شاركت بها العمري الشابة في فعاليات سابقة. يظهر جلياً تفرّد الأعمال الأربعة عن المجموعة الأساسية للمعرض من حيث التأليف والمضمون. من بين اللقطات، تميزت صورة بالأبيض والأسود لخمسة أشخاص في حالة انتحاب أمام ما يشبه «الجثة الحية». إنّها واحد من خمسة أعمال ضمن مجموعة «الوحيدة» The Lonely One التي أهّلت العمري لنيل المركز الأول في مسابقة «آل ثاني» القطرية عام 2011. كذلك، هناك صورتان من مجموعة «الوردة الحمراء» شاركت بها العمري في معرض جماعي في سلطنة عمان عام 2011. أما العمل الرابع فهو صورة بورتريه بالأبيض والأسود لفتاة بالزي العماني التقليدي، عرضت في مدخل قاعة العرض، وقد كانت من أولى اللوحات التي بيعت في المعرض.
ناديا العمري موهبة عربية شابة مميزة في عالم التصوير الفوتوغرافي، ما زالت في بداية رحلة واعدة بلا شك، تطمح إلى التخصّص في مجال تصوير الأزياء الفني بعد إنهاء دراستها في موطنها.



«قافية الروح» لناديا العمري: حتى 8 حزيران (يونيو) ـــ «دار المصوّر» (الحمرا ـــ بيروت) ـــ للاستعلام: 373347/01