بين بيروت والقاهرة، يقام عدد من السهرات الرمضانية ضمن «أمسيات بابل الرمضانيّة» ومهرجان «حيّ». لا أحد يعلم سرّ هذا الاستنجاد بالتراث الذي يكاد هذا النوع من الأمسيات يتخصّص فيه، إذ يجري استرجاع كل من أسمهان (سارة الهاني)، والشيخ إمام (بادية حسن) وغيرهما في بيروت، بينما تبدو الأجواء أكثر عصريّة في القاهرة التي تستضيف واحدة من أكثر مغنيّات عصرنا راديكاليّة: إنّها اللبنانية ياسمين حمدان.تفتتح مكادي نحّاس المحسوبة على تيّار استعادة التراث برنامج «أمسيات بابل الرمضانية» الليلة.
الفنانة الأردنية التي بدأت مسيرتها بغناء ريبرتوار الأعمال الرحبانيّة والتراثين الشامي والعراقي، تعود إلى بيروت بعدما قدّمت حفلةً هناك في DRM خلال شهر آذار (مارس) الماضي (الأخبار 15/3/2012).
تلك الحفلة التي اعتبرتها مكادي في ذلك الوقت مختبراً لأسطوانتها الجديدة «إلى سالم ـــ المجموعة» (إهداء إلى روح والدها) التي كانت تُعدّ لها. الليلة، تقدّم نحّاس تحيتها إلى والدها السياسي المعروف سالم نحاس الذي توفي السنة الماضية، من خلال تعاونها مع كل من شربل روحانا، والأخوين حمزة وأمين مريحي ونضال عبد الغني وعصام الحاج، إضافة إلى أعمال من تلحينها.
أما غداً وبعده، فتقدّم أميمة الخليل حفلتين للمرة الأولى في القاهرة كفنانة منفردة، بعدما شاركت مع مرسيل خليفة وفرقة «الميادين» في «مهرجان الربيع 2006» الذي تنظمه مؤسسة «المورد الثقافي». بعدما عملت ضد مفهوم النجوميّة بشكل عام كصوت لازم تجربة مرسيل خليفة على مدى أكثر من 25 عاماً، أصدرت الفنانة اللبنانية أسطوانتين منفردتين بالتعاون مع زوجها الملحن هاني سبليني هما «أميمة» (2000)، و«يا» (2005)، إضافة إلى أسطوانة غير معروفة بعنوان «خليني غنيلك» (1994) بالتعاون مع مرسيل خليفة، بينما يبرز حضور ريم بنا جنباً إلى جنب مع القضيّة الفلسطينيّة التي كرسّت لها 11 أسطوانة. يوم الخميس 2 آب (أغسطس)، تقدّم بنّا على مسرح «الجنينة» أيضاً مجموعة من أعمالها التي بدأتها مبكّراً بأسطوانة «جفرا» (1985) عندما كانت تبلغ 19 عاماً. وأبرز هذه الأعمال أسطوانة «الحلم» (1993) التي لحنتها بالتعاون مع زوجها الموسيقي الأوكراني ليونيد ألكسيينكو، ومن كلمات الشاعرين توفيق زيّاد وسميح القاسم، إضافة إلى عدد من الأغنيات الفولكلوريّة. هذا العمل تضمّن رؤية جديدة على الصعيدين: الموسيقي من خلال تبنّي نصف النوتة، أي الصمت، ما أضفى على العمل نوعاً من البطء والتأمل، وعلى صعيد الكلمات التي جاءت أوسع، وأكثر كونيّة.
كان من الممكن أن تدفع هذه الاسطوانة بتجربة مختلفة تماماً، إلا أن بنّا فضّلت العمل لاحقاً على الشكل السطحي لأغنيات المقاومة: طبقة الصوت العالية والمتفجّعة، والتعتيم على الهشاشة والضعف، واستعمال الكلمات التي تنتمي إلى عصر آخر. على الرغم من ذلك، تمتلك الفنانة الفلسطينية جمهوراً واسعاً بالتأكيد، والجزء المصري منه سيحرص على حضور حفلتها.
أما يومي 9 و10 آب (أغسطس)، فتقدّم ياسمين حمدان أول عرض لها في القاهرة بعدما قدّمت أول حفلة لها أيضاً في تونس الشهر الماضي ضمن «ملتقى قرطاج الدولي للموسيقى البديلة» في إطار جولة الترويج لاسطوانتها التي صدرت أخيراً حاملةً اسمها. إنّها خطوة تحسب بالتأكيد لمنظمي سهرات «حيّ» في القاهرة بهدف توريط الجمهور المصري في هذه التجربة التي بلغت ذروتها في الاسطوانة الأخيرة بغية محاولة إعادة إنتاج الصوت المعاصر.



مكادي نحاس: 9:30 مساء اليوم ـــ «مسرح بابل»
أميمة الخليل: 9:30 مساء 26 و27 تموز ـــ «مسرح الجنينة»
ريم بنّا: 9:30 مساء 2 آب ـــ «مسرح الجنينة»
ياسمين حمدان: 9:30 مساء 9 و10 آب ـــ «مسرح الجنينة»