وهران | رغم حفاوة الاستقبال في مدينة وهران الساحلية، إلا أنّ سوء التنظيم وضعف الأفلام وغياب نجوم الصف الأوّل، جعلت الدورة السادسة باردة وباهتة، لعلها الأضعف في تاريخه. هكذا، تحوّل المهرجان الذي كان يطمح لأن يكون محجةً للسينمائيين العرب، إلى مجرّد مسابقة صغيرة لأفلام متواضعة في غياب مخرجيها، الذين يبدو أن وهران لم تعد مغرية لهم. أكثر من ذلك، شاركت في المسابقة الرسمية أفلام قديمة مثل «الشوق» للمصري خالد الحجر (2010) في الوقت الذي يشدّد فيه قانون المهرجان على أن تكون الأفلام المشاركة منتجة قبل أقل من سنتين.
ولم تخلُ المسابقة من أفلام ضعيفة كالفيلم المصري القصير «خمسة وخميسة»، الذي هو أقرب إلى سيتكوم كوميدي. بينما افتتح المهرجان بآخر أفلام الجزائري رشيد بوشارب «فقط كامرأة»، الذي عُرض أخيراً خلال «الأيام السينمائية لمدينة الجزائر». المهرجان الذي يُفترض به أن يحتفي باليوبيل الذهبي للجزائر المستقلة، لم يخصّص مساحة لمناقشة 50 سنة من عمر السينما الجزائرية، وتكريم أيقوناتها، بل فضّل المرور على المناسبة مرور الكرام، واختار تكريم شخصيات سياسية مثل زهرة ظريف بيطاط، أرملة المناضل رابح بيطاط، كما لم تجد محافظة المهرجان ربيعة موساوي حرجاً في تكريم شقيقها بوعلام بسايح، الرئيس الأسبق للمجلس الدستوري، رغم أنه لا علاقة تربطه بالفن السابع، سوى أنه كتب سيناريو فيلم «الأمبر عبد القادر» الذي لم يُشرع في تصويره بعد.
وبعدما أعلن المهرجان تضامن دورته مع غزة، اكتشف الجمهور أنّ التضامن لم يتجاوز عرض أفلام قصيرة لمخرجات من القطاع أنتجتها شبكة «شاشات» بدعم من الاتحاد الأوروبي، فيما ضمت لجان التحكيم أسماءً شاركت في الدورات السابقة كالناقد المغربي أحمد بوغابة، والباحث الجزائري ملياني الحاج. أما عن الجوائز، فقد عادت الجائزة الكبرى (الوهر الذهبي) لـ «الخروج للنهار» لهالة لطفي، التي أصرّت على إهدائها لـ«الذين لقّنوا الظلاميين درساً في الإسكندرية»، وأيضاً «للثورة السورية التي ستنتصر حتماً». كلام المخرجة المصرية لم يرق الوفد السوري، الذي ضم المخرجين غسان شميط، وجود سعيد والممثل جهاد سعد، الذين تحاشوا الخوض في السياسة. جائزة أفضل فيلم قصير عادت لـ «الجزيرة» للجزائري أمين سيدي بومدين. أما جائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي، فكانت من نصيب «تونس ما قبل التاريخ» للتونسي حمدي بن أحمد. وانتزع المغربي هشام رستم جائزة أفضل ممثل عن «الوتر الخامس»، والمصرية سوسن بدر جائزة أفضل ممثلة في «الشوق»، والتونسي محمد بن محمود جائزة أفضل سيناريو عن «الأستاذ»، وواصل «يما» للجزائرية جميلة صحراوي تصيّد الجوائز، ونال جائزة أفضل إخراج. هكذا انتهى المهرجان بفتور، تاركاً علامة استفهام عن مآله، في حال واصل انحداره بهذه الوتيرة.