برلين ــ تحتضن صالات ساحة «بوتسدامر بلاتس» قلب برلين الزجاجي عروض الدورة الحادية والستين من «مهرجان برلين السينمائي». في هذا الوقت من السنة، قد تصادف أحد مشاهير السينما، وهو يقطع الطريق قاصداً مقهى أو صالة سينما. ترى الطوابير الطويلة التي يقف فيها البعض لساعات، بغية الحصول على تذاكر. في الدورة الماضية مثلاً، اشترى جمهور المهرجان ما يقارب 300 ألف تذكرة خلال عشرة أيام. إيزابيلا روسيليني، ابنة الممثلة الأيقونة إنغريد بيرغمان والسينمائي الإيطالي الشهير روبرتو روسيليني، تترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية. أما عضو لجنة التحكيم السينمائي الإيراني جعفر بناهي فبقي كرسيه في حفلة الافتتاح خالياً، إلا من لافتة تحمل اسمه.
مدير المهرجان ديتر كوسليك قال إنّ «البرليناله» حاول «إفساح المجال أوسع أمام المخرجين الشباب والأفلام الفنية. واللافت هنا هو توجّه الأفلام الفنية (آرت هاوس) نحو استعمال التقنيات الجديدة كالـD3». بهذه الكلمات لخّص كوسليك توجهين رئيسيين للمهرجان هذا العام.
فعلى الرغم من وجود النجوم ـــــ أمثال كيفن سبيسي وجيريمي آيرونز ـــــ تبقى أغلب الأفلام المعروضة ضمن المسابقة الرسمية لمخرجين من آسيا وأوروبا لم يحققوا شهرة عالمية. بهذه الطريقة، يحاول «البرليناله» تكريس نفسه مهرجانَ القضايا السياسية والاجتماعية، ومهرجان السينما الملتزمة. رغم هذا الطابع، يبقى حضور السينما العربيّة خجولاً رغم مشاركة شريط الفنان اللبناني أكرم زعتري «غداً سيكون كل شيء على ما يرام» في مسابقة الأفلام القصيرة.
ومن ضمن الأفلام التي يتوقع بعض النقاد أنّها ستكون محطّ جدل أو إعجاب أو الاثنين معاً، شريط السينمائي الإيراني أصغر فرهادي «نادر وسيمين ـــــ طلاق» الذي تدور أحداثه حول قرار عائلة إيرانية مغادرة البلاد، قبل عزوف الزوج الذي لا يريد ترك والده المريض بالألزهايمر وحده، فتقرّر الزوجة العودة إلى منزل والديها. من العروض المرتقبة أيضاً، فيلم «حكايا الليل» لميشال أوسلو. المخرج الفرنسي معروف في ميدان أفلام التحريك، ويأخذ المشاهد إلى عالم من السحر والألوان، شبيه بحكايات ألف ليلة وليلة.
ومن الأفلام المتوقع أن تثير جدلاً حاداً، «أحمر شفاه» للإسرائيلي جوناثن ساغال، وهو من إنتاج إسرائيلي ـــــ بريطاني. يروي الشريط قصة فلسطينيتين من رام الله، تلتقيان بعد عشرين عاماً في لندن. خلال هذا اللقاء، تعودان إلى الماضي، وإلى علاقة حميمة جمعتهما بجنديين إسرائيليين في القدس الغربية أثناء الانتفاضة الثانية.