استضاف مسرح «مونو» في بيروت عرضاً بحلقتين من توقيع مصمّمة الرقص اللبنانية ندى كعنو، بعنوان «عناق» و«بيروت، يا بيروت». يعالج العرض فكرتين أساسيّتين: الحب، وتعقيدات العلاقة بين المرأة والرجل من جهة، ثم العلاقة بالمدينة ارتكازاً إلى سلسلة التشكيلي الأميركي روبير لونغو «رجال في المدن». والمقصود هنا تقديم معادل كوريغرافي لمدينة بيروت التي تريد لنفسها أن تكون مرآة للعالم المعاصر. علماً بأنّ كعنو صمّمت اللوحة الأولى، فيما حملت اللوحة الثانية توقيع الكوريغراف الجزائري/ الفرنسي رضا حمادي وتولّت كعنو الإدارة الفنية.
إذاً، انطلقت قوة العرض من رؤياه الغنية، فيما جاءت الموسيقى ـــــ كلاسيكية على نحو أساسي ـــ لتمثّل مادة جذب إضافية. الرقص، والخطوات غير المتكلّفة، والرقص المعاصر الذي خلا من «الادعاءات» كلّها عناصر حاورت الجمهور أحياناً... فيما جاب الراقصان في اللوحة الأولى (كيم بركة ومايا نصر) المسرح بخطوات متخفّفة، ورشاقة لافتة، وبدوَا منسجمين تماماً مع الموضوع الذي يؤدّيانه.
وسط هذا، جاء الديكور والأدوات الموظّفة في العرض ليسهما في إيصال الرسالة ببساطة شديدة. عناصر كثيرة جعلت العرض قريباً من قلوب المتابعين، حتى وإن لم يكونوا من هواة المسرح والفنون المعاصرة، لكن يؤخذ على العمل غرقه في التطويل، حتى بدا أحياناً كأنّ الخيط الدرامي أفلت من صنّاعه.