العرض الذي اتكأ على مفردات الشارع اليومي بكل سوقيتها، مستجدياً الضحك تارةً، والهم الثقافي طوراً، ظل عند حدود السطح في معظم مفاصله، من دون قراءة ظلال الأزمة، بما فيها الأزمة المسرحية.
إذ لجأ الممثل إلى نتف من مرجعيات كلاسيكية في المسرح العالمي، كأن النص العربي غائب تماماً عن ساحة تفكيره، من أبي خليل القباني إلى سعد الله ونوس الذي شاهدنا هذا العرض في صالة تحمل اسمه. لكن رهان العرض الذي قام على مجموعة «افيهات شوارعية» متتالية، بقصد الضحك ربما، أطاح مقدرات الممثلين، عدا بعض المواقف اللافتة. نذكر هنا مشهداً، يبدو فيه الممثلان خلف قضبان زنزانة واحدة، رغم اختلاف نظرتهما إلى ما ستؤول إليه الأمور.
لعل ارتباك بنية السرد، أتت من محاولة الفرقة «استثمار» الاحتجاجات السورية اليوم، بإشارات لم تكن واردة في متن النص، مثل «مندس»، والاعتقالات العشوائية، وضرورة الحوار بين كل الأطياف. مهما يكن، فإن هذا العرض ينطوي على رؤية مبشرة لفرقة شابة، هي «فرقة باب» في أطروحات مفارقة لتوجهات المسرح السوري الغارق منذ أمد طويل في «أزمة» مستعصية، يحتاج للخروج منها إلى ملامسة هموم أخرى، تتجاوز المحظورات إلى أفق مختلف، لا يبدو أنه على الأبواب في المدى المنظور...
«موقف الأزبكية من الأزمة المسرحية»: الليلة وغداً ــــ «المسرح الإيطالي» في «المعهد العالي للفنون المسرحية»، دمشق. للاستعلام: 00963933737344