عكّا | يشير موقع «مهرجان الفيلم الدولي ـــ حيفا» الإسرائيلي الذي افتتح الخميس الماضي، إلى عرض فيلم «بعد الصمت» (2010) غداً ضمن المهرجان. علماً أنّ الشريط أنتجته «سينما جنين» بالاشتراك مع المنتج الألماني ماركوس فيتر. فور علم «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لاسرائيل» (Pacbi) بمشاركة الفيلم في المهرجان، وجّهت رسالة مفتوحة إلى مدير «سينما جنين» فخري حمد، أعربت فيها عن استيائها الشديد من مشاركة الشريط «في مهرجان ينتهك المبادئ التي اعتمدها المجتمع المدني الفلسطيني في مقاطعة إسرائيل ثقافياً».
لم ترسل حملة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل رسالة خاصة لمدير «سينما جنين» قبل توجيه رسالتها المفتوحة، لأنّها راسلته إبان إعادة افتتاح «سينما جنين» في آب (أغسطس) 2010. إضافة إلى التمنيات بالنجاح، حوت الرسالة مضامين حول معايير خاصة بمقاطعة الجهات الإسرائيلية المتواطئة مع الاحتلال والأبرتهايد الإسرائيلي. كان تجاوب حمد يبشّر بالخير وفقاً لناشطين في PACBI نقلوا عنه قوله إنّه ملتزم بمعايير الحملة الخاصة بالمقاطعة.
علماً أنّ «سينما جنين» التي أعيد إحياؤها عام 2010 بمجهود محلي فلسطيني وبدعم ألماني، تُعدّ من أكبر وأقدم دور السينما في الأراضي المحتلة عام 1967، تأسّست عام 1975 وأُغلقت إبان الانتفاضة الأولى عام 1987 قبل إعادة افتتاحها العام الماضي بهدف إنعاش السينما في منطقة مدينة جنين.
أنتجت إدارة «سينما جنين» الفلسطينية ــــ الألمانية المشتركة فيلم «بعد الصمت» (2010) الذي أخرجته الطالبتان الألمانيتان شيتفاني بورغر ويولا أوت، والطالبة الفلسطينية منال عبد الله من جنين. ويتناول الشريط العملية الاستشهادية الني نفّذها في آذار (مارس) 2011 الشاب شادي الطوباسي في مطعم «مازا» في حيفا، وأدّت إلى مقتل 15 شخصاً، بمن في ذلك مهندس معماري إسرائيلي اشتهر بمبادراته في نشاطات السلام الإسرائيلية الفلسطينية. الفيلم يرافق زيارة زوجته ياعيل التي أرادت أن تزور عائلة منفذ العملية في مدينة جنين.
يشار إلى أنّ موقع «سينما جنين» الالكتروني لم يشر إلى مشاركة «بعد الصمت» في المهرجان الاسرائيلي، علماً أن الموقع متوافر فقط باللغة الانكليزية رغم أنّه يفترض بهذه السينما أن تكون موجّهة إلى مدينة جنين ومخيمها. جنين التي عانت أشرس المعارك ضد الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً خلال اجتياح المخيم عام 2002.