strong>منار ديبيبدأ اليوم العرض الأول للمسلسل السوري «ممرّات ضيقة» على قناة «أبو ظبي الأولى». يعود العمل إلى عام 2007، إلا أنّ جرأة موضوعه حالت دون تقديمه حتى اليوم. وكان متوقعاً أن يعرض على التلفزيون السوري في سنة إنتاجه، لكن الرقابة تحجّجت يومها بأفضلية بثّه بعد رمضان. طبعاً، المسلسل لم يخرج إلى العلن أبداً. ثمّ تبنّت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» العمل من دون أن تنجح في تقديمه، لينتقل إلى «أبو ظبي الأولى» التي تحتفظ به منذ العام الماضي. إلا أنّ القناة بدأت منذ مدة حملة إعلانية كبيرة تروّج للعمل الذي رسا الخيار الأخير على عرضه خارج السباق الرمضاني.
«ممرات ضيقة» من تأليف الكاتب فؤاد حميرة وإخراج محمد شيخ نجيب، تشارك فيه نخبة من النجوم السوريين كعباس النوري ومنى واصف وجهاد سعد وكاريس بشار وأندريه سكاف وأيمن رضا وهبة نور وجيهان عبد العظيم... وهو من إنتاج شركة «المها» (نجدت أنزور وعماد ضحية وقد أصبحت اليوم شركة «بانة»).
يدخل «ممرات ضيقة» إلى منطقة جديدة وإشكالية معقّدة هي عالم سجن النساء. ينطلق العمل من داخل السجن ويمتد إلى العالم الخارجي للكشف عن الطرق التي أوصلت بطلاته إلى هذا المصير. النساء هنا يتعرضن لظلم مضاعف من المجتمع الذكوري: قد يكنّ ضحايا أحياناً، لكن وجودهن في هذا المكان يتحوّل بحد ذاته إلى تهمة وعار. المسلسل الذي صُوِّر بعض مشاهد السجن فيه في بيت عربي قديم، لإمكان السيطرة الإخراجية، صوّرت ثلث مشاهده هذه في المكان الحقيقي أي سجن النساء في دوما قرب دمشق. يستفيد العمل من قصص حقيقية، تحمل نماذج اجتماعية مختلفة. ويستعرض العمل حالات عدة منها ما يندرج ضمن الجريمة المنظّمة ومنها ما يتعلّق بـ«أخطاء القدر». هكذا يعرض الشريط حكايات نساء دخلن السجن لأسباب مختلفة، من قصة المرأة الأربعينية التي تغرم بشاب ثري، وتحاول أن تجد معه الحب الذي حرمت منه بسبب السفر الطويل لزوجها للعمل في الخارج، ما يعرضها للفضيحة والتجريم، وصولاً إلى حكاية صفاء الممثلة المدمنة على المخدرات رغم نجاحها المهني...
باختصار، يمكن القول إنّها تجربة غير مسبوقة في الدراما العربية، بعيداً عن الصورة النمطية للنساء السجينات في السينما المصرية، وبحث في جذور الحالة، عبر دراما مشوقة، وبعيداً عن الإدانة أو البحث عن عالم غرائبي ومفتعل.

من السبت إلى الأربعاء على «أبو ظبي الأولى» 21.30 بتوقيت بيروت


حميرة والرقابة