قبل أيّام، شاهدنا على mtv إعلاناً ترويجياً لبرنامج «حديث البلد»، يؤكد أنّه «كرمال البلد، رح نرجع». جاء ذلك بعدما كثرت الأقاويل والأخذ الردّ حول احتمال العودة، وبعد غياب استمر لأكثر من عام ونصف العام. إذاً، عاد Talk Of The Town أمس الخميس ليُطل عبر «قناة المرّ» (21:30).
الحلقة الأولى من الموسم السابع حملت الرقم 216، عُرضت بديكور جديد وبعض الفقرات الجديدة، فيما كانت الأنظار تتجه نجو الضيوف الذين تستضيفهم/ ن منى أبو حمزة على البلاتوه، وهي المعروفة بأسلوبها الهادئ البعيد عن الابتذال المسيطر على عدد لا بأس به من البرامج، وببعدها عن المشاكسة في حواراتها القصيرة. ولأنّ ميشال عون لا يزال «حديث البلد» منذ وصوله إلى سدّة الرئاسة اللبنانية في تشرين الأوّل (أكتوبر) 2016، اختارت الإعلامية اللبنانية استضافة بناته: كلودين، وشانتال، وميراي. كل ذلك في قالب بدا واضحاً أنّه احتفائي بسيّد القصر الجديد الذي أعربت أبو حمزة مراراً عن أملها في عودة العدل والإستقرار في عهده. إلى جانب كونهن كريمات الرئيس، يلعب الثلاثي دوراً مهمّاً في حياة والدهن؛ فكلودين هي يده، وشانتال هي قلبه، وميراي هي عقله... على حد تعبيرهن!
في سياق الحديث، تعرّف المشاهدون إلى تفاصيل عن حياة السيّدات الثلاث، سيّما في ما يتعلق بأزواجهن، ووالدهن، وأولادهن، وطبعاً والدتهن «ناديا». صحيح أنّ المعلومات التي وردت ليست متداولة إعلامياً كثيراً، لكن كان يمكنها أن تكون أكثر فرادة وتنوّعاً وغزارة!
جورج قرداحي كان حاضراً أيضاً لمناقشة ظاهرة «مباريات الإسفاف» السائدة أخيراً على الشاشات اللبنانية. المفاجأة/ الصدمة تمثّلت في كلام الإعلامي اللبناني المخضرم عن غياب «ضابط الإيقاع» ودعوته إلى سحب الرقابة من الأمن العام، وتولّي وزارة الإعلام مهمّة «الرقابة المسبقة واللاحقة» على ما يظهر على وسائل الإعلام بما فيها مواقع التواصل الإجتماعي، رافضاً دعوة الوزير الحالي ملحم رياشي إلى إلغاء هذه الوزارة، لأنّه «في بلد مثل لبنان، لا بد من خلقها لو لم تكن موجودة. فهو متعدد الطوائف والأحزاب».
هنا، بدت المحاوٍرة مسرورة بما تسمع، أو على الأقل غير منزعجة مما تسمع، فلم تبادر إلى مساجلته إطلاقاً!
المحطة الثالثة كانت مع الشاعر نزار فرنسيس، مركزة على علاقته بالموسيقار ملحم بركات الذي غادرنا قبل أشهر قليلة، قبل أن يطل الممثل والمغني والمخرج برونو طبال الذي أطلق على الإنترنت أخيراً فيديو كليباً مثيراً للجدل لأغنية «متل الحارمي»، ليكون الختام مع المنتج طارق سكياس (شركة لايزر بروداكشن) والممثلة ألكساندرا قهوجي للحديث عن شريط «ورقة بيضا» المتواجد في الصالات اللبنانية حالياً.
لا شك في أنّ الجمهور يتوق اليوم إلى برامج على مستوى من الجدية مثل «حديث البلد»، لكن البداية جاءت مملة بإيقاع بطيء لم نعهده من قبل في برنامج تميّز بالدينامية وزحمة الضيوف. مع ذلك، لا بد من الإشارة إلى أنّ بداية الحلقة كانت الأقوى بين أجزائها التي استمرت على مدى ساعتين، فيما احتل هاشتاغ #حديث_البلد صدارة الترندز على تويتر. فهل نشهد تطوّراً في الحلقات المقبلة؟