لم يكن أحد ليسمع أو يتابع انطلاقة الحلقة الأولى من برنامج «بالمباشر» (كل أحد ــ 21:45) مع رواد ضاهر على otv لولا الفضيحة التي حصلت أمس الأحد بين ضيفيه، رئيس جمعية «اقرأ» بلال دقماق والعضو السابق في مجلس الشعب السوري أحمد شلاش.عرف المعدّ ومقدّم الحلقة جيّداً كيف يستقطب جمهوراً إلى شاشة من معروف أن نسبة المشاهدة لديها ضئيلة، وذلك من خلال استضافة شخصين متضادين في موقفهما مما يجري في سوريا، وربّما المساهمة في إشعال الإشكال بينهما.
قدّم ضاهر العزاء لشلاش بمقتل إبن عمّه على يد «داعش»، وعاد متوجهاً إلى دقماق بالسؤال: «ما بدك تعزّيه؟». وبعد تلاسن وإطلاق للشتائم بين الطرفين، تحوّل الاستديو إلى حلبة مصارعة لم نشهد مثيلاً لها من قبل على القنوات اللبنانية، إذ حصل تعارك بين الرجلين حطّم زجاج الأكواب، والكراسي، والديكور!
شكّل هذا المقطع الذي انتشر على السوشال ميديا إعلانا ًترويجياً قوياً لحلقة «بالمباشر» على الشاشة البرتقالية. بعد العراك، انسحب دقماق من الاستديو حيث بقي شلاش في مكانه، وأوضح ضاهر أنّ الشيخ السلفي أكّد أنّه لم يكن لديه مشكلة مع أي من الضيوف قبل الحلقة، لكنّه لدى ذكر عضو مجلس الشعب السوري السابق أمامه قال حرفياً: «شبيح كبير أفضل أن أتواجه معه». ليعود دقماق وينشر فيديو على وسائل التواصل الإجتماعي يوضح فيه ما حصل، واصفاً خصمه بـ «الشبيح من الطراز الأول»، ثم يشكر «جمهوره» على دعمهم له بعدما حصل في هذه الحلقة، ويعتذر منه على «الصورة التي ظهر فيها» وهو يضرب شلاش «بكم بوكس».
الدقائق القليلة التي وثقت لحظة العراك بين الرجلين، أعادت إلى الواجهة موضة اعتقدنا أنّها زالت مع الوقت، أي افتعال الشحن السياسي والطائفي على الهواء عبر استضافية طرفين متعارضين ينتظران إشعال الفتيل حتى تبدأ المعركة.صحيح أنّ هذا المشهد المؤسف أسهم في انطلاقة صاروخية للبرنامج، إلا أن otv أعادتنا من خلاله إلى حافة التأزّم والشحن على الشاشة الصغيرة.