في الوقت الذي كان فيه الإعلان الترويجي لبرنامج «هوا الحرية» على lbci، يقتنص مناسبة «يوم التوعية العالمي من مرض الأيدز» (1 كانون الأول/ ديسمبر)، ليغرقها ويربطها بزاوية فضائحية، مثيرة، كقصة أمل المصابة بالمرض، التي يخبرنا الإعلان عنها أنها «مصابة بالسيدا وعم تشتغل الدعارة»، كان برنامج «بلا طول سيرة» على «المستقبل»، يوم الجمعة الماضي، يحتفي بهذا النهار، بطريقة مختلفة، وحرفية.
ضمن فقرة «التاريخ عندما كان خبراً»، التي يستذكر فيها الإعلامي زافين قيومجيان، محطات سابقة شكلت نقلة نوعية في المهنة، إذا ما قورنت بالعصر الحالي، أرجع قيومجيان، المشاهدين 25 عاماً الى الوراء، مع تقديمه للمرة الأولى على الشاشة، موضوعاً يخص الايدز، رافقته وقتها ندى صليبا. قبل ربع قرن، طرح «السيدا» الذي كان يعدّ من المواضيع «التابو»، إضافة الى إرتباطه بأفكار ومغالطات علمية وطبية خاطئة. في ذاك الوقت، ظهر على شاشة «تلفزيون لبنان»، أول مصاب بهذا المرض. كان ظهوره جريئاً في لبنان وحتى المنطقة العربية. روبير حكيم، الشهادة التي خرجت بوقتها على الشاشة، قال إن هدفه توعية الناس، والشباب، من هذا المرض. «بلا طول سيرة» خصص أيضاً، تقريراً آخر للحديث عن تاريخ هذا المرض، وكيف بدأ التعامل معه منذ عام 1983، في الولايات المتحدة الأميركية، مع إستذكار محطات تاريخية أخرى، كمصافحة الأميرة ديانا لمصاب بالايدز عام 1987، أمام عدسات الكاميرا. جاء ذلك من أجل إيصال رسالة بأن هذا المرض غير معدٍ، وحلقة أوبرا وينفري عن المرض في العام نفسه.
التقرير عرّج كذلك على لبنان، في تسجيل لأول حالة مصابة عام 1983، في مستشفى «الجامعة الأميركية في بيروت». على صعيد الإعلام، أعادت إلينا شاشة «المستقبل»، لحظات مرت بتاريخ lbci، عندما خرجت أول حالة مصابة بالأيدز، مع الإعلامي الراحل رياض شرارة، بوجه مكشوف، كي تقول أيضاً، بأن هذا المرض لا ينتقل بالعدوى، وكان لافتاً، تعريج التقرير على «طالبين القرب»، أول مسلسل تناول هذا المرض، على يد الكاتب مروان نجار، إذ قام بأداء هذا الدور الممثل يورغو شلهوب عام 1997.
استعاد صاحب «بلا طول سيرة»، هذه المحطات الذهبية، من عصر التلفزيون. عصر بتنا، نستذكره ونتحسر عليه لجهة جدية المواضيع المطروحة، وكيفية معالجتها بعيداً عن لغة الإثارة والإنحطاط. لعلّ البرنامج وإن نال نسب مشاهدة منخفضة، يشكل«صفعة» إيجابية، لباقي البرامج التي انحرفت عن خطها المهني والأخلاقي.