خلال فترة وجيزة، تحوّل داود الشريان (الصورة) الذي عمل أكثر من 10 سنوات في قناة mbc، إلى أكبر منافس للشبكة السعودية التي لطالما أشاد فيها ودافع عنها. بعدما قدّم برنامج «الثامنة» على تلك المحطة وكسب شريحة لا بأس بها من المشاهدين، جلس الشريان أخيراً في منصب رئيس «هيئة الاذاعة والتلفزيون السعودي».
قبل أسابيع قليلة، أعلنت mbc فجأة عن تقديم آخر حلقة من «الثامنة»، لينتقل المقدّم إلى «مهمة إعلامية جديدة»، بحسب البيان الذي وزّعته الشاشة على الصحافة. فقد وجد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن أفضل طريقة لمنافسة mbc ومحاربتها من بعيد لبعيد، هي إستقدام أحد قادة القناة، ووضعه في مركز سلطة وبالتالي منافسة الشبكة. هكذا، بدّل الشريان بوصلة إهتماماته، وبدأ «إستعمال» مفاتيح النجاح التي سبق وعرفت بها mbc. وافق الشريان على المهمّة الجديدة بعد العرض المادي المغري الذي تلقّاه، وكذلك بعد تضييق مساحة الحرية في mbc إثر إعتقال بن سلمان لمؤسسها وليد الابراهيم. راح المقدّم يطبّق الخطط التي نفذّتها المحطة قبل سنوات، وبدأ بإستقدام بعض الاعمال الدرامية التي نجحت في بثّها وعلى رأسها مسلسل «عوالم خفية» للنجم المصري عادل إمام. من المتوقع أن تكرّ سبحة الأعمال التلفزيونية المنتظرة. في المقابل، يتعرّض الشريان لهجوم من قبل المتابعين، الذين يرون أنه يقلّد المحطة التي أسسها وليد الابراهيم بشكل واضح، وأنه يحوّل «التلفزيون السعودي» إلى mbc ثانية. كما تتحدّث بعض الصحافة الخليجية عن أن الشريان يحاول أن يفرض سلطته على الهيئة، ووضع بعض الخطط الداخلية. فقد توعّد الشريان بحسب مذكرة إدارية داخل الهيئة، بـ «محاسبة جميع من لا يلتزم بالحضور في مواعيد الدوام الرسمي الثامنة صباحاً». وحذّر رئيس الهيئة من أنه «ستتمّ محاسبة من لا يلتزم بالحضور في هذا الموعد وفقاً للإجراءات والأنظمة الرسمية». كما حدّد الشريان اللباس المعتمد في الهيئة، وقدّم لائحة طويلة بالممنوعات. على الضفة نفسها، من المتوقع أن يعقد الشريان قريباً مجموعة إتفاقات إعلانية لكسب شريحة من المشاهدين السعوديين الذين فقدوا الثقة بـ «التلفزيون السعودي».